وإذا غزوته ثم أعطيته شيئا رضى ونسى ما صنعت به وقد قاتله طرخون مرارا فلما أعطاه فدية قبلها ورضى وهو شديد السطوة فاجر فلو استأذنت ورجعت كان الرأي قالوا استأذنه فلما كان قتيبة بآمل استأذنه في الرجوع إلى تخارستان فأذن له فلما فراق عسكره متوجها إلى بلخ قال لأصحابه أغذوا السير فساروا سيرا شديدا حتى أتوا النوبهار فنزل يصلى فيه وتبرك به وقال لأصحابه إني لا أشك أن قتيبة قد ندم حين فارقنا عسكره على اذنه لي وسيقدم الساعة رسوله على المغيرة بن عبد الله يأمره بحبسي فأقيموا ربئة تنظر فإذا رأيتم الرسول قد جاوز المدينة وخرج من الباب فإنه لا يبلغ البروقان حتى نبلغ تخارستان فيبعث المغيرة رجلا فلا يدركنا حتى ندخل شعب خلم؟؟ ففعلوا قال وأقبل رسول من قبل قتيبة إلى المغيرة يأمره بحبس نيزك فلما مر الرسول إلى المغيرة وهو بالبروقان ومدينة بلخ يومئذ خراب ركب نيزك وأصحابه فمضوا وقدم الرسول على المغيرة فركب بنفسه في طلبه فوجده قد دخل شعب خلم فانصرف المغيرة وأظهر نيزك الخلع وكتب إلى أصبهبذ بلخ وإلى باذام ملك مروروذ وإلى سهرك ملك الطالقان وإلى ترسل ملك الفارياب وإلى الجوزجاني ملك الجوزجان يدعوهم إلى خلع قتيبة فأجابوه وواعدهم الربيع أن يجتمعوا ويغزوا قتيبة وكتب إلى كابل شاه يستظهر به وبعث إليه بثقله وماله وسأله أن يأذن له إن اضطر إليه أن يأتيه ويؤمنه في بلاده فأجابه إلى ذلك وضم ثقله قال وكان جيغويه ملك تخارستان ضعيفا واسمه الشذ فأخذه نيزك فقيده بقيد من ذهب مخافة أن يشغب عليه وجيغويه ملك تخارستان ونيزك من عبيده فلما استوثق منه وضع عليه الرقباء وأخرج عامل قتيبة من بلاد جغوبه وكان العامل محمد بن سليم الناصح وبلغ قتيبة خلعه قبل الشتاء وقد تفرق الجند فلم يبق مع قتيبة الا أهل مرو فبعث عبد الرحمن أخاه إلى بلخ في اثنى عشر ألفا إلى البروقان وقال أقم بها ولا تحدث شيئا فإذا حسر الشتاء فعسكر وسر نحو تخارستان واعلم انى قريب منك فسار عبد الرحمن فنزل البروقان وأمهل قتيبة حتى إذا كان في آخر الشتاء كتب إلى أبر شهر وبيورد وسرخس
(٢٢٩)