فقال لا يحجب عنى قبيصة أي ساعة جاء من ليل أو نهار إذا كنت خاليا أو عندي رجل واحد وان كنت عند النساء أدخل المجلس وأعلمت بمكانه فدخل وكان الخاتم إليه وكانت السكة إليه تأتيه الاخبار قبل عبد الملك ويقرأ الكتاب قبله ويأتي بالكتاب إلى عبد الملك منشورا فيقرأه إعظاما لقبيصة فدخل عليه فسلم عليه وقال آجرك الله يا أمير المؤمنين في أخيك عبد العزيز قال وهل توفى قال نعم فاسترجع عبد الملك ثم أقبل على روح فقال كفانا الله أبا زرعة ما كنا نريد وما أجمعنا عليه وكان ذلك مخالفا لك يا أبا إسحاق فقال قبيصة ما هو فأخبره بما كان فقال قبيصة يا أمير المؤمنين إن الرأي كله في الأناة والعجلة فيها ما فيها فقال عبد الملك ربما كان في العجلة خير كثير رأيت أمر عمرو بن سعيد ألم تكن العجلة فيه خيرا من التأني (وفى هذه السنة) توفى عبد العزيز بن مروان بمصر في جمادى الأولى فضم عبد الملك عمله إلى ابنه عبد الله بن عبد الملك وولاه مصر وأما المدائني فإنه قال في ذلك ما حدثنا به أبو زيد عنه أن الحجاج كتب إلى عبد الملك يزين له بيعة الوليد وأوفد وفدا في ذلك عليهم عمران بن عصام العنزي فقام عمران خطيبا فتكلم وتكلم الوفد وحثوا عبد الملك وسألوه ذلك فقال عمران بن عصام أمير المؤمنين إليك نهدى * على النأي التحية والسلاما أجبني في بنيك يكن جوابي * لهم عادية ولنا قواما فلو أن الوليد أطاع فيه * جعلت له الخلافة والذماما شبيهك حول قبته قريش * به يستمطر الناس الغماما ومثلك في التقى لم يصب يوما * لدن خلع القلائد والتماما فإن تؤثر أخاك بها فإنا * وجدك لا نطق لها اتهاما ولكنا نحاذر من بنيه * بنى العلات مأثرة سماما ونخشى أن جعلت الملك فيهم * سحابا أن تعود لهم جهاما فلا يك ما حلبت غدا لقوم * وبعد غد بنوك هم العياما فأقسم لو تخطأني عصام * بذلك ما عذرت به عصاما
(٢٠٧)