أقدم فقدم فلم يمر ببلد إلا فرشوا له الرياحين وكان يزيد ولى سنة 82 وعزل سنة 85 وخرج من خراسان في ربيع الآخر سنة 85 وولى قتيبة (وأما هشام بن محمد) فإنه ذكر عن أبي مخنف في عزل الحجاج يزيد عن خراسان سببا غير الذي ذكره علي بن محمد والذي ذكر من ذلك عن أبي مخنف أن أبا المخارق الراسبي وغيره حدثوه أن الحجاج لم يكن له حين فرغ من عبد الرحمن بن محمد هم إلا يزيد بن المهلب وأهل بيته وقد كان الحجاج أذل أهل العراق كلهم إلا يزيد وأهل بيته ومن معهم من أهل المصرين بخراسان ولم يكن يتخوف بعد عبد الرحمن بن محمد بالعراق غير يزيد ابن المهلب فأخذ الحجاج في مؤاربة يزيد ليستخرجه من خراسان فكان يبعث إليه ليأتيه فيعتل عليه بالعدو وحرب خراسان فمكث بذلك حتى كان آخر سلطان عبد الملك ثم إن الحجاج كتب إلى عبد الملك يشير عليه بعزل يزيد بن المهلب ويخبره بطاعة آل المهلب لابن الزبير وأنه لا وفاء لهم فكتب إليه عبد الملك إني لا أرى تقصيرا بولد المهلب طاعتهم لآل الزبير ولا وفاءهم لهم فان طاعتهم ووفاءهم لهم هو دعاهم إلى طاعتي والوفاء لي ثم ذكر بقية الخبر نحو الذي ذكره علي بن محمد (وفى هذه السنة) غزا المفضل باذغيس ففتحها ذكر الخبر عن ذلك ذكر علي بن محمد عن المفضل بن محمد قال عزل الحجاج يزيد وكتب إلى المفضل بولايته على خراسان سنة 85 فوليها تسعة أشهر فغزا باذغيس ففتحها وأصاب مغنما فقسمه بين الناس فأصاب كل رجل منهم ثمانمائة درهم ثم غزا آخرون وشومان فظفر وغنم وقسم ما أصاب بين الناس ولم يكن للمفضل بيت مال كان يعطى الناس كلما جاءه شئ وإن غنم شيئا قسمه بينهم فقال كعب الأشقري يمدح المفضل:
ترى ذا الغنى والفقر من كل معشر * عصائب شتى ينتوون المفضلا فمن زائر يرجو فواضل سيبه * وآخر يقضى حاجة قد ترحلا إذا ما انتوينا غير أرضك لم نجد * بها منتوى خيرا ولا متعللا