واعمل لربك واسأله مثوبته * فان تقواه فاعلم أفضل العمل واغز المخانيث في الماذي معلمة * كيما تصبح غدوا ضرطة الجمل فأقاموا نحوا من عشرين ليلة ثم إن خالدا زحف إليهم بالناس فرأوا أمرا هالهم من عدد الناس وعدتهم فأخذوا يتحازون واجتزأ عليهم الناس فكرت عليهم الخيل وزحف إليهم فانصرفوا كأنهم على حامية وهم مولون لا يرون لهم طاقة بقتال جماعة الناس وأتبعهم خالد بن عبد الله داود بن قحذم في جيش من أهل البصرة وانصرف خالد إلى البصرة وانصرف عبد الرحمن بن محمد إلى الري وأقام المهلب بالأهواز فكتب خالد بن عبد الله إلى عبد الملك أما بعد فإني أخبر أمير المؤمنين أصلحه الله أنى خرجت إلى الأزارقة الذين مرقوا من الدين وخرجوا من ولاية المسلمين فالتقينا بمدينة الأهواز فتناهضنا فاقتتلنا كأشد قتال كان في الناس ثم إن الله أنزل نصره على المؤمنين والمسلمين وضرب الله وجوه أعدائه فأتبعهم المسلمون يقتلونهم ولا يمنعون ولا يمتنعون وأفاء الله ما في عسكرهم على المسلمين ثم أتبعتهم داود بن قحذم والله إن شاء مهلكهم ومستأصلهم والسلام عليك فلما قدم هذا الكتاب على عبد الملك كتب عبد الملك إلى بشر بن مروان أما بعد فابعث من قبلك رجلا شجاعا بصيرا بالحرب في أربعة آلاف فارس فليسيروا إلى فارس في طلب المارقة فان خالدا كتب إلى يخبرني أنه قد بعث في طلبهم داود بن قحذم فمر صاحبك الذي تبعث أن لا يخالف داود بن قحذم إذا ما التقيا فان اختلاف القوم بينهم عون لعدوهم عليهم والسلام عليك فبعث بشر بن مروان عتاب بن ورقاء في أربعة آلاف فارس من أهل الكوفة فخرجوا حتى التقوا هم وداود بن قحذم بأرض فارس ثم اتبعوا القوم يطلبونهم حتى نفقت خيول عامتهم وأصابهم الجهد والجوع ورجع عامة ذينك الجيشين مشاة إلى الأهواز فقال ابن قيس الرقيات من بنى مخزوم في هزيمة عبد العزيز وفراره عن امرأته.
عبد العزيز فضحت جيشك كلهم * وتركتهم صرعى بكل سبيل من بين ذي عطش يجود بنفسه * وملحب بين الرجال قتيل