حتى وردت حياض الموت فانكشفت * عنك الكتائب لا تخفى لها عقبا وغادروك صريعا رهن معركة * ترى النسور على القتلى بها عصبا تعاهدوا ثم لم يوفوا بما عهدوا * وأسلموا للعدو السبى والسلبا يا سوءة القوم إذ تسبى نساؤهم * وهم كثير يرون الخزي والحربا (قال أبو مخنف) فحدثني هشام بن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي أن الحجاج أقام بقية المحرم وأول صفر ثم استعمل على البصرة أيوب بن الحكم ابن أبي عقيل ومضى ابن الأشعث إلى الكوفة وقد كان الحجاج خلف عبد الرحمن ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر الحضرمي حليف حرب بن أمية على الكوفة (قال أبو مخنف) كما حدثني يونس بن أبي إسحاق أنه كان على أربعة آلاف من أهل الشأم (قال أبو مخنف) فحدثني سهم بن عبد الرحمن الجهني أنهم كانوا ألفين وكان حنظلة بن الوراد من بنى رياح بن يربوع التميمي وابن عتاب بن ورقاء على المدائن وكان مطر بن ناجية من بنى يربوع على المعونة فلما بلغه ما كان من أمر ابن الأشعث أقبل حتى دنا من الكوفة فتحصن منه ابن الحضرمي في القصر ووثب أهل الكوفة مع مطر بن ناجية بابن الحضرمي ومن معه من أهل الشأم فحاصرهم فصالحوه على أن يخرجوا ويخلوه والقصر فصالحهم (قال أبو مخنف) فحدثني يونس بن أبي إسحاق أنه رآهم ينزلون من القصر على العجل وفتح باب القصر لمطر بن ناجية فازدحم الناس على باب القصر فزحم مطر على باب القصر فاخترط سيفه فضرب به جحفلة بغل من بغال أهل الشأم وهم يخرجون من القصر فألقى جحفلته ودخل القصر واجتمع الناس عليه فأعطاهم مائتي درهم قال يونس وأنا رأيتها تقسم بينهم وكان أبو السقر فيمن أعطيها وأقبل ابن الأشعث منهزما إلى الكوفة وتبعه الناس إليها (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة كانت وقعة دير الجماجم بين الحجاج وابن الأشعث في قول بعضهم قال الواقدي كانت وقعة دير الجماجم في شعبان من هذه السنة وفى قول بعضهم كانت في سنة 83
(١٥٤)