وإنه ليضحك من العجوز وقال ما أردت إلى قتل هذه أخزاها الله فقلت أو ما رأيت أصلحك الله ضربتها إياي والله إن كادت لتقتلني قال قد رأيت فوالله ما ألومك على فعلك أبعدها الله ويأتي قطريا حيث تدهدى من الشعب علج من أهل البلد فقال له قطري اسقنى من الماء وقد كان اشتد عطشه فقال أعطني شيئا حتى أسقيك فقال ويحك والله ما معي إلا ما ترى من سلاحي أنا مؤتيكه إذا أتيتني بماء قال لا بل أعطنيه الآن قال لا ولكن ائتنى بماء قبل فانطلق العلج حتى أشرف على قطري ثم حدر عليه حجرا عظيما من فوقه دهدأه عليه فأصاب إحدى وركيه فأوهنته وصاح بالناس فأقبلوا نحوه والعلج حينئذ لا يعرف قطريا غير أنه يظن أنه من أشرافهم لحسن هيئته وكمال سلاحه فدفع إليه نفر من أهل الكوفة فابتدروه فقتلوه منهم سورة بن أبجر التميمي وجعفر بن عبد الرحمن بن مخنف والصباح بن محمد بن الأشعث وبادام مولى بنى الأشعث وعمر بن أبي الصلت بن كناز مولى بنى نصر بن معاوية وهو من الدهاقين فكل هؤلاء ادعوا قتله فدفع إليهم أبو الجهم ابن كنانة الكلبي وكلهم يزعم أنه قاتله فقال لهم ادفعوه إلى حتى تصطلحوا فدفعوه إليه فأقبل به إلى إسحاق بن محمد وهو على أهل الكوفة ولم يأته جعفر لشئ كان بينه وبينه قبل ذلك وكان لا يكلمه وكان جعفر مع سفيان بن الأبرد ولم يكن معه إسحاق كان جعفر على ربع أهل المدينة بالري * فلما مر سفيان بأهل الري انتخب فرسانهم بأمر الحجاج فسار بهم معه فلما أتى القوم بالرأس فاختصموا فيه إليه وهو في يدي أبى الجهم بن كنانة الكلبي قال له امض به أنت ودع هؤلاء المختلفين فخرج برأس قطري حتى قدم به على الحجاج ثم أتى به عبد الملك بن مروان فألحق في ألفين وأعطى فطما يعنى أنه يفرض للصغار في الديوان وجاء جعفر إلى سفيان فقال له أصلحك الله إن قطريا كان أصاب والدي فلم يكن لي هم غيره فاجمع بيني وبين هؤلاء الذين ادعوا قتله فسلهم ألم أكن أمامهم حتى بدرتهم فضربته ضربة فصرعته ثم جاؤني بعد فأقبلوا يضربونه بأسيافهم فإن أقروا لي بهذا فقد صدقوا وإن أبوا فأنا أحلف بالله أنى صاحبه وإلا فليحلفوا بالله أنهم أصحابه الذين قتلوه وأنهم
(١٢٧)