القشيري في جماعة ثم ندم على ما فعل فقال جاءني علج لا أدرى صدق أم كذب فغررت بجند من المسلمين وارتحل في أثرهم حتى نزل في أشر وسنة فصالحهم بشئ يسير فبينا هو يتعشى إذ قيل له هذا عطاء الدبوسي وكان فيمن وجهه مع القشيري ففزع وسقطت اللقمة من يده ودعا بعطاء فدخل عليه فقال ويلك قاتلتم أحدا فقال لا قال الحمد لله وتعشى وأخبره بما قدم له عليه فسار جوادا مغذا حتى لحق القشيري بعد ثالثة وسار فلما انتهى إلى خجندة قال للفضل بن بسام ما ترى قال أرى المعاجلة قال لا أرى ذلك إن جرح رجل فإلى أين يرجع أو قتل قتيل فإلى من يحمل ولكني أرى النزول والتأني والاستعداد للحرب فنزل فرفع الأبنية وأخذ في التأهب فلم يخرج أحد من العدو فجبن الناس الحرشي وقالوا كان هذا يذكر بأسه بالعراق ورأيه فلما صار بخراسان ماق قال فحمل رجل من العرب فضرب باب خجندة بعمود ففتح الباب وقد كانوا حفروا في ربضهم وراء الباب الخارج خندقا وغطوه بقصب وعلوه بالتراب مكيدة وأرادوا إذا التقوا إن انهزموا أن يكونوا قد عرفوا الطريق ويشكل على المسلمين فيسقطوا في الخندق قال فلما خرجوا قاتلوهم فانهزموا وأخطأوهم الطريق فسقطوا في الخندق فأخرجوا هم من الخندق أربعين رجلا على الرجل درعان درعان وحصرهم الحرشي ونصب عليهم المجانيق فأرسلوا إلى ملك فرغانة غدرت بنا وسألوه أن ينصرهم فقال لهم لم أغدر ولا أنصركم فانظروا لأنفسكم فقد أتوكم قبل انقضاء الأجل ولستم في جواري فلما أيسوا من نصره طلبوا الصلح وسألوا الأمان وأن يردهم إلى السغد فاشترط عليهم أن يردوا من في أيديهم من نساء العرب وذراريهم وأن يؤدوا ما كسروا من الخراج ولا يغتالوا أحدا ولا يتخلف منهم بخجندة أحد فإن أحدثوا حدثا حلت دماؤهم قال وكان السفير فيما بينهم موسى ابن مشكان مولى آل بسام فخرج إليه كارزنج فقال له إن لي حاجة أحب أن تشفعني فيها قال وما هي قال أحب إن جنى منهم رجل جناية بعد الصلح أن لا تأخذني بما جنى فقال الحرشي ولى حاجة فاقضها قال وما هي قال لا تلحقني في شرطي ما أكره
(٣٦٣)