وفورانا: ارتفع ما فيه بالغليان. ومنه قولهم: فعل ذلك من فوره أي: من قبل أن يسكن. والارساء: إمساك السفينة بما تقف عليه، يقال: أرساها الله فرست. قال عنترة:
فصبرت نفسا عند ذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع والموج: جمع موجة، وهي قطعة عظيمة ترتفع عن جملة الماء الكثير.
والعصمة: المنع.
الاعراب: (حتى) متعلقة بقوله (واصنع الفلك بأعيننا) (لا عاصم) ركب (عاصم) مع (لا) فبني لأنهما بالتركيب صارا كاسم واحد، وقيل: انه بني لتضمنه معنى من لأن هذا جواب هل من عاصم. وحق الجواب أن يكون وفق السؤال، فكان يجب أن يقول لا من عاصم، إلا أن (من) حذفت، وتضمن الكلام معناه، فبني الاسم لذلك، وهذا وجه حسن. و (اليوم) خبر، والعامل فيه المحذوف لا قوله عاصم، لأنه لو عمل فيه عاصم، لصار من صلته، فكان يجب تنوينه لأنه يشبه المضاف، كما تقول لا ضاربا زيدا في دارك، ولم يقرأ أحد لا عاصما اليوم. وقيل:
إن خبره قوله (من أمر الله) والتقدير لا ذا عصمة كائن من أمر الله في اليوم. واليوم معمول الظرف، وأن تقدم عليه، كما جاز كل يوم لك ثوب. ولا يجوز أن يتعلق اليوم بنفس أمر، لأن أمرا مصدر، فلا يتقدم عليه ما في صلته. و (من رحم) فيه ثلاثة أقوال أحدها: أن يكون استثناء منقطعا، لأن التقدير الا من رحمه الله، فيكون (من) مفعولا واستثناء من عاصم، وعاصم فاعل، فكأنه قال: لكن من رحمه الله معصوم وثانيها: أن يكون المعنى لا عاصم إلا من رحمنا، فكأنه قال: لا عاصم إلا الله والثالث: أن عاصم ههنا بمعنى معصوم، وتقديره لا معصوم من أمر الله إلا من رحمه الله. وقد يأتي فاعل بمعنى مفعول كقوله (في عيشة راضية) أي مرضية وماء دافق أي: مدفوق، وقال الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها، واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي (1) أي المكسو. وعلى القولين الأخيرين يكون الاستثناء متصلا. وقال ابن كيسان: لما قال (لا عاصم) كان معناه لا معصوم، لأن في نفي العاصم نفي