ستمائة ذراع. وقال قتادة: كان طولها ثلاثمائة ذراع، وعرضها خمسين ذراعا، وارتفاعها ثلاثين ذراعا، وبابها في عرضها وقال ابن عباس: كانت ثلاث طبقات:
طبقة للناس، وطبقة للأنعام والدواب، وطبقة للهوام والوحش، وجعل أسفلها للوحوش والسباع والهوام، وأوسطها للدواب والأنعام، وركب هو ومن معه في الأعلى، مع ما يحتاج إليه من الزاد، وكانت من خشب الساج.
وروت عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مكث نوح في قومه ألف سنة الا خمسين عاما، يدعوهم إلى الله تعالى حتى إذا كان آخر زمانهم، غرس شجرة، فعظمت وذهب كل مذهب، فقطعها وجعل يعمل على سفينته، وقومه يمرون عليه فيسألونه، فيقول: أعمل سفينة! فيسخرون منه ويقولون: تعمل سفينة على البر، فكيف تجري؟ فيقول: سوف تعلمون. فلما فرغ منها، وفار التنور، وكثر الماء في السكك، خشيت أم صبي عليه، وكان تحبه حبا شديدا، فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه، فلما بلغها الماء، خرجت به حتى بلغت ثلثيه، فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت على الجبل - فلما بلغ الماء رقبتها، رفعته بيديها حتى ذهب بها الماء. فلو رحم الله منهم أحدا، لرحم أم الصبي.
وروى علي بن إبراهيم عن أبيه، عن صفوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أراد الله إهلاك قوم نوح، عقم أرحام النساء أربعين سنة، فلم يلد لهم مولود. ولما فرغ نوح من اتخاذ السفينة، أمره الله تعالى أن ينادي بالسريانية، أن يجمع إليه جميع الحيوانات، فلم يبق حيوان إلا وقد حضر. فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين، ما خلا الفأر والسنور. وإنهم لما شكوا إليه سرقين الدواب، والقذر، دعا بالخنزير فمسح جبينه، فعطس فسقط من أنفه زوج فأرة، فتناسل.
فلما كثروا، وشكوا إليه منهم، دعا بالأسد، ومسح جبينه، فعطس، فسقط من أنفه زوج سنور. وكان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجلا. وفي حديث آخر: إنهم شكوا إليه العذرة، فأمر الله الفيل، فعطس فسقط الخنزير. وروى الشيخ أبو جعفر في (كتاب النبوة) بإسناده عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
آمن مع نوح من قومه ثمانية نفر.