وذكر البيهقي في سننه ما وقع في هذا الحديث من الاختلاف في باب الماء الكثير لا ينجس بنجاسة تحدث فيه وأطال فيه ثم أخرجه عن حاتم بن إسماعيل ثنا محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت دخلت على سهل بن سعد في نسوة فقال لو اني أسقيكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك وقد والله سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي منها ثم قال وهذا إسناد حسن موصول انتهى وقول صاحب الكتاب ان ماءها كان جاريا بين البساتين هذا رواه الطحاوي في شرح الآثار عن الواقدي فقال أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي عمران عن أبي عبد الله محمد بن شجاع الثلجي عن الواقدي قال كانت بئر بضاعة طريقا للماء إلى البساتين انتهى وهذا سند ضعيف ومرسل ومدلوله على جريانها غير ظاهر قال البيهقي في المعرفة وزعم الطحاوي ان بئر بضاعة كان ماؤها جاريا لا يستقر و انها كانت طريقا إلى البساتين ونقل ذلك عن الواقدي والواقدي لا يحتج بما يسنده فضلا عما يرسله وحال بئر بضاعة مشهور بين أهل الحجاز بخلاف ما حكاه انتهى وقول صاحب الكتاب وما رواه الشافعي ضعفه أبو داود هذا غير صحيح فان أبا داود روى حديث القلتين وسكت عنه فهو صحيح عنده على عادته في ذلك ثم أردفه بكلام دل على تصحيحه له وتضعيفه لمذهب مخالفه فقال قال قتيبة بن سعيد سألت فيم بئر بضاعة عن عمقها فقال أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة فإذا نقص كان إلى العورة قال أبو داود ومددت ردائي عليهما ثم ذرعته فإذا عرضها ستة أذرع وسالت الذي فتح باب البستان هل غير بناؤها عما كانت عليه فقال لا ورأيت فيها ماءا متغير اللون انتهى وجهل من عزى حديث بئر بضاعة لابن ماجة
(١٧٧)