وسأشير إليه هنا مختصرا وقيل إن الذي كان مكتوبا في الرقيم شرعهم الذي كانوا عليه وقيل الرقيم الدواة وقال قوم أخبر الله عن قصة أصحاب الكهف ولم يخبر عن قصة أصحاب الرقيم (قلت) وليس كذلك بل السياق يقتضي ان أصحاب الكهف هم أصحاب الرقيم والله أعلم (قوله ربطنا على قلوبهم ألهمناهم صبرا) هو قول أبي عبيدة (قوله شططا افراطا) قال أبو عبيدة في قوله لقد قلنا إذا شططا أي جورا وغلوا قال الشاعر الا يا لقومي قد أشطت عواذلي * ويزعمن أن أودي بحقي باطلي وروى الطبري عن سعيد عن قتادة في قوله شططا قال كذبا (قوله الوصيد الفناء) هو بكسر الفاء والمد وهو قول ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير عن سعيد بن جبير (قوله وجمعه وصائد ووصد ويقال الوصيد الباب مؤصدة مطبقة آصد الباب وأوصد) قال أبو عبيدة في قوله وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد أي على الباب وبفناء الباب لان الباب يؤصد أي يغلق والجمع وصائد ووصد وقالوا الوصيد عتبة الباب أيضا تقول أوصد بابك وآصده وذكر الطبري عن أبي عمرو بن العلاء ان أهل اليمن وتهامة يقولون الوصيد وأهل نجد يقولون الاصيد (قوله مؤصدة مطبقة) قال أبو عبيدة في قوله نار مؤصدة اي مطبقة تقول أوصدت وآصدت اي أطبقت وهذا ذكره المؤلف استطرادا (قوله بعثناهم أحييناهم) هو قول أبي عبيدة أيضا (قوله أزكى أكثر ريعا) قال أبو عبيدة في قوله أيها أزكى طعاما اي أكثر قال الشاعر قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة * وللسبع أزكى من ثلاث وأطيب وروى عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله أزكى طعاما قال خير طعاما وروى الطبري عن سعيد بن جبير أحل ورجحه الطبري (قوله فضرب الله على آذانهم فناموا) هو قول ابن عباس كما سأذكره من طريقه وقيل معنى فضربنا على آذانهم أي سددنا عن نفوذ الأصوات إليها (قوله رجما بالغيب لم يستبن) قال عبد الرزاق فتفسيره عن معمر عن قتادة في قوله رجما بالغيب قال قذفا بالظن وقال أبو عبيدة في قوله رجما بالغيب قال الرجم ما لم يستيقنه من الظن قال الشاعر وما الحرب الا من علمتم وذقتم * وما هو عنها بالحديث المرجم (قوله وقال مجاهد تقرضهم تتركهم) يأتي الكلام عليه في التفسير * (تنبيه) * لم يذكر المصنف في هذه الترجمة حديثا مسندا وقد روى عبد بن حميد باسناد صحيح عن ابن عباس قصة أصحاب الكهف مطولة غير مرفوعة وملخص ما ذكر أن ابن عباس غزا مع معاوية الصائفة فمروا بالكهف الذي ذكر الله في القرآن فقال معاوية أريد أن أكشف عنهم فمنعه ابن عباس فصمم وبعث ناسا فبعث الله ريحا فأخرجتهم قال فبلغ ابن عباس فقال إنهم كانوا في مملكة جبار يعبد الأوثان فلما رأوا ذلك خرجوا منها فجمعهم الله على غير ميعاد فأخذ بعضهم على بعض العهود والمواثيق فجاء أهاليهم يطلبونهم ففقدوهم فأخبروا الملك فامر بكتابة أسمائهم في لوح من رصاص وجعله في خزانته فدخل الفتية الكهف فضرب الله على آذانهم فناموا فأرسل الله من يقلبهم وحول الشمس عنهم فلو طلعت عليهم لأحرقتهم ولولا أنهم يقلبون لأكلتهم الأرض ثم ذهب ذلك الملك وجاء آخر فكسر الأوثان وعبد الله وعدل فبعث الله أصحاب الكهف فارسلوا واحد منهم
(٣٦٦)