وحكى القرطبي المفسر تبعا للسهيلي انه قيل إنه افريدون وهو الملك القديم للفرس الذي قتل الضحاك الجبار الذي يقول فيه الشاعر فكأنه الضحاك في فتكاته * بالعالمين وأنت افريدون وللضحاك قصص طويلة ذكرها الطبري وغيره والذي يقوي أن ذا القرنين من العرب لكثرة ما ذكروه في اشعارهم قال أعشى بن ثعلبة والصعب ذو القرنين أمسى ثاويا * بالحنو في جدث هناك مقيم والحنو بكسر المهملة وسكون النون في ناحية المشرق وقال الربيع بن ضبيع والصعب ذو القرنين عمر ملكه * ألفين أمسى بعد ذاك رميما وقال قس بن ساعدة والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا * باللحد بين ملاعب الأرياح وقال تبع الحميري قد كان ذو القرنين قبلي مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحشد من بعده بلقيس كانت عمتي * ملكتهم حتى أتاها الهدهد وقال بعض الحارثين يفتخر بكون ذي القرنين من اليمن يخاطب قوما من مضر سموا لنا واحدا منكم فنعرفه * في الجاهلية لاسم الملك محتملا كالتبعين وذي القرنين يقبله * أهل الحجى وأحق القول ما قبلا وقال النعمان بن بشير الأنصاري الصحابي ابن الصحابي ومن ذا يعادينا من الناس معشر * كرام وذو القرنين منا وحاتم انتهى ويؤخذ من أكثر هذه الشواهد ان الراجح في اسمه الصعب ووقع ذكر ذي القرنين أيضا في شعر امرئ القيس وأوس بن حجر وطرفة بن العبد وغيرهم وأخرج الزبير بن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه عن سفيان الثوري قال بلغني أنه ملك الدنيا كلها أربعة مؤمنان وكافران سليمان النبي عليه السلام وذو القرنين ونمرود وبختنصر ورواه وكيع في تفسيره عن العلاء بن عبد الكريم سمعت مجاهدا يقول ملك الأرض أربعة فسماهم (قوله سببا طريقا) هو قول أبي عبيدة في المجاز وروى ابن أبي شيبة من حديث علي مرفوعا انه قيل له كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب قال سخر له السحاب وبسط له النور وبدت له الأسباب (قوله زبر الحديد واحدها زبرة وهي القطع) هو قول أبي عبيدة أيضا قال زبر الحديد أي قطع الحديد واحدها زبرة (قوله حتى إذا ساوى بين الصدفين يقال عن ابن عباس الجبلين) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله بين الصدفين قال بين الجبلين وقال أبو عبيدة قوله بين الصدفين اي ما بين الناحيتين من الجبلين (قوله والسدين الجبلين) روى ابن أبي حاتم من حديث عقبة بن عامر مرفوعا في قصة ذي القرنين وأنه سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شئ فبنى السدين وفي اسناده ضعف والسدين بالفتح والضم بمعنى قاله الكسائي وقال أبو عمرو بن العلاء ما كان من صنع الله فبالضم وما كان من صنع الآدمي فبالفتح وقيل بالفتح ما رأيته وبالضم ما توارى عنك (قوله خرجا أجرا) روى ابن أبي حاتم من طريق ابن
(٢٧٣)