الكوفي وما له في البخاري سوى هذا الحديث وقد ذكره في النكاح من وجه اخر وله حديث آخر في تفسير آل عمران (قوله استوصوا) قيل معناه تواصوا بهن والباء للتعدية والاستفعال بمعنى الافعال كالاستجابة بمعنى الإجابة وقال الطيبي السين للطلب وهو للمبالغة أي اطلبوا الوصية من أنفسكم في حقهن أو اطلبوا الوصية من غيركم بهن كمن يعود مريضا فيستحب له أن يحثه على الوصية والوصية بالنساء آكد لضعفهن واحتياجهن إلى من يقوم بأمرهن وقيل معناه اقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها وارفقوا بهن وأحسنوا عشرتهن (قلت) وهذا أوجه الأوجه في نظري وليس مخالفا لما قال الطيبي (قوله خلقت من ضلع) بكسر المعجمة وفتح اللام ويجوز تسكينها قيل فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر وقيل من ضلعه القصير أخرجه ابن إسحاق وزاد اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم ومعنى خلقت أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة وقال القرطبي يحتمل أن يكون معناه أن المرأة خلقت من مبلغ ضلع فهي كالضلع زاد في رواية الأعرج عن أبي هريرة عند مسلم لن تستقيم لك على طريقة (قوله وان أعوج شئ في الضلع أعلاه) قيل فيه إشارة إلى أن أعوج ما في المرأة لسانها وفي استعمال أعوج استعمال لأفعل في العيوب وهو شاذ وفائدة هذه المقدمة أن المرأة خلقت من ضلع أعوج فلا ينكر اعوجاجها أو الإشارة إلى أنها لا تقبل التقويم كما أن الضلع لا يقبله (قوله فان ذهبت تقيمه كسرته) قيل هو ضرب مثل للطلاق أي ان أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الامر إلى فراقها ويؤيده قوله في رواية الأعرج عن أبي هريرة عند مسلم وان ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ويستفاد من حديث الباب أن الضلع مذكر خلافا لمن جزم بأنه مؤنث واحتج برواية مسلم ولا حجة فيه لان التأنيث في روايته للمرأة وقيل إن الضلع يذكر ويؤنث وعلى هذا فاللفظان صحيحان * الحديث السابع حديث عبد الله وهو ابن مسعود يجمع خلق أحدكم في بطن أمه الحديث بتمامه وسيأتي شرحه في كتاب القدر مستوفى إن شاء الله تعالى ومناسبته للترجمة من قوله فيها وذريته فان فيه بيان خلق ذرية آدم * الحديث الثامن حديث أنس في ذلك وسيأتي أيضا هناك * الحديث التاسع حديث أنس (قوله يرفعه) هي لفظة يستعملها المحدثون في موضع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك (قوله إن الله تعالى يقول لاهون أهل النار عذابا) يقال هو أبو طالب وسيأتي شرحه في أواخرا كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى ومناسبته للترجمة من قوله وأنت في صلب آدم فان فيه إشارة إلى قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم الآية * الحديث العاشر حديث عبد الله وهو ابن مسعود لا تقتل نفس ظلما الا كان علي ابن آدم الأول كفل من دمها وسيأتي شرحه في القصاص وأورده هنا ليلمح بقصة ابني آدم حيث قتل أحدهما الآخر ولم يصح على شرطه شئ من قصتهما وفيما قصه
(٢٦٢)