ان الأنصاريين ضرباه فأثخناه وبلغا به المبلغ الذي يعلم معه انه لا يجوز بقاؤه على تلك الحال الا قدر ما يطفأ وقد دل قوله كلاكما قتله على أن كلا منهما وصل إلى قطع الحشوة وابانتها أو بما يعلم أن عمل كل من سيفيهما كعمل الآخر غير أن أحدهما سبق بالضرب فصار في حكم المثبت لجراحه حتى وقعت به ضربة الثاني فاشتركا في القتل الا أن أحدهما قتله وهو ممتنع والآخر قتله وهو مثبت فلذلك قضى بالسلب للسابق إلى اثخانه وسيأتي تتمة شرحه في غزوة بدر مع قول ابن مسعود انه قتله وتأتي كيفية الجمع هناك إن شاء الله تعالى (قوله حديثة) بالجر صفة للغلامين واسنانهما بالرفع (قوله بين أضلع منهما) كذا للأكثر بفتح أوله وسكون المعجمة وضم اللام جمع ضلع وروى بضم اللام وفتح العين من الضلاعة وهي القوة ووقع في رواية الحموي وحده بين أصلح منهما بالصاد والحاء المهملتين ونسبه ابن بطال لمسدد شيخ البخاري وقد خالفه إبراهيم بن حمزة عند الطحاوي وموسى بن إسماعيل عند ابن سنجر وعفان عند ابن أبي شيبة يعني كلهم عن يوسف شيخ البخاري فيه فقالوا أضلع بالضاد المعجمة والعين قال واجتماع ثلاثة من الحفاظ أولى من انفراد واحد انتهى وقد ظهر أن الخلاف على الرواة عن الفربري فلا يليق الجزم بان مسددا نطق به هكذا وقد رواه أحمد في مسنده وأبو يعلى عن عبيد الله القواريري وبشر بن الوليد وغيرهما كلهم عن يوسف كالجماعة وكذلك أخرجه الإسماعيلي من طريق عثمان بن أبي شيبة عن عفان كذلك (وقوله لا يفارق سوادي سواده) بفتح السين وهو الشخص (قوله حتى يموت الأعجل منا) أي الأقرب أجلا وقيل إن لفظ الأعجل تحريف وانما هو الأعجز وهو الذي يقع في كلام العرب كثيرا والصواب ما وقع في الرواية لوضوح معناه (قوله قال محمد) هو المصنف (سمع يوسف) يعني ابن الماجشون (صالحا) يعني ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف المذكور في الاسناد (وسمع إبراهيم أباه عبد الرحمن ابن عوف) وهذه الزيادة لأبي ذر وأبي الوقت هنا وتقدم في الوكالة في حديث آخر بهذا الاسناد مثله وبينت هناك سماع إبراهيم من أبيه واما سماع يوسف من صالح فوقع في رواية عفان عند الإسماعيلي ولعل البخاري أشار إلى أن الذي أدخل بين يوسف وصالح في هذا الحديث رجلا لم يضبط وذلك فيما أخرجه البزار والرجل هو عبد الواحد بن أبي عون ويحتمل ان يكون يوسف سمعه من صالح وثبته فيه عبد الواحد والله أعلم * الحديث الثاني حديث أبي قتادة وسيأتي شرحه مستوفى في المغازي وقوله فيه عن ابن أفلح نسبه إلى جده وهو عمر بن كثير بن أفلح وفي الاسناد ثلاثة من التابعين في نسق وكلهم مدنيون الا الراوي عن مالك وقد نزلها وقوله فاستدبرت كذا للأكثر وللكشميهني فاستدرت بغير موحدة (قوله فقال رجل صدق يا رسول الله وسلبه عندي) لم أقف على اسمه
(١٧٧)