مالك الاعلى ابن أوس والأدنى ابن أنس (قوله وكان محمد بن جبير) أي ابن مطعم قد ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك أي الآتي ذكره (قوله فانطلقت حتى ادخل) كذا فيه بصيغة المضارعة في موضع الماضي في الموضعين وهي مبالغة لإرادة استحضار صورة الحال ويجوز ضم ادخل على أن حتى عاطفة اي انطلقت فدخلت والفتح على أن حتى بمعنى إلى أن (قوله مالك بن أوس) بن الحدثان بفتح المهملتين والمثلثة وهو نصرى بالنون المفتوحة والصاد المهملة الساكنة وأبوه صحابي وأما هو فقد ذكر في الصحابة وقال ابن أبي حاتم وغيره لا تصح له صحبة وحكى ابن أبي خيثمة عن مصعب أو غيره انه ركب الخيل في الجاهلية (قلت) فعلى هذا لعله لم يدخل المدينة الا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كما وقع لقيس بن أبي حازم دخل أبوه وصحب وتأخر هو مع امكان ذلك وقد تشارك أيضا في أنه قيل في كل منهما انه أخذ عن العشرة وليس لمالك بن أوس هذا في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في البيوع وفي صنيع ابن شهاب ذلك أصفي طلب علو الاسناد لأنه لم يقتنع بالحديث عنه حتى دخل عليه ليشافهه به وفيه حرص ابن شهاب على طلب الحديث وتحصيله * (تنبيه) * ظن قوم ان الزهري تفرد برواية هذا الحديث فقال أبو علي الكرابيسي أنكره قوم وقالوا هذا من مستنكر ما رواه ابن شهاب قال فان كانوا علموا انه ليس بفرد فهيهات وان لم يعلموا فهو جهل فقد رواه عن مالك بن أوس عكرمة بن خالد وأيوب بن خالد ومحمد بن عمرو بن عطاء وغيرهم (قوله حين متع النهار) بفتح الميم والمثناة الخفيفة بعدها مهملة أي علا وامتد وقيل هو ما قبل الزوال ووقع في رواية مسلم من طريق جويرية عن مالك حين تعالى النهار وفي رواية يونس عن ابن شهاب عند عمر بن شبة بعد ما ارتفع النهار (قوله إذا رسول عمر) لم اقف على اسمه ويحتمل أن يكون هو يرفا الحاجب الآتي ذكره (قوله على رمال سرير) بكسر الراء وقد تضم وهو ما ينسج من سعف النخل وأغرب الداودي فقال هو السرير الذي يعمل من الجريد وفي رواية جويرية فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله أي ليس تحته فراش والافضاء إلى الشئ لا يكون بحائل وفيه إشارة إلى أن العادة أن يكون على السرير فراش (قوله فقال يا مال) كذا هو بالترخيم أي مالك ويجوز في اللام الكسر على الأصل والضم على أنه صار اسما مستقلا فيعرب اعراب المنادى المفرد (قوله إنه قدم علينا من قومك) أي من بني نصر بن معوية بن بكر بن هوازن وفي رواية جويرية عند مسلم دف أهل أبيات أي ورد جماعة بأهليهم شيئا بعد شئ يسيرون قليلا قليلا والدفيف السير اللين وكأنهم كانوا قد أصابهم جدب في بلادهم فانتجعوا المدينة (قوله برضخ) بفتح الراء وسكون المعجمة بعدها خاء معجمة أي عطية غير كثيرة ولا مقدرة وقوله لو أمرت به غيري قاله تحرجا من قبول الأمانة ولم يبين ما جرى له فيه اكتفاء بقرينة الحال والظاهر أنه قبضه لعزم عمر عليه ثاني مرة (قوله أتاه حاجبه يرفا) بفتح التحتانية وسكون الراء بعدها فاء مشبعة بغير همز وقد تهمز وهي روايتنا من طريق أبي ذر ويرفا هذا كان من موالي عمر أدرك الجاهلية ولا تعرف له صحبة وقد حج مع عمر في خلافة أبي بكر وله ذكر في حديث ابن عمر قال قال عمر لمولى له يقال له يرفا إذا جاء طعام يزيد ابن أبي سفيان فاعلمني فذكر قصة وروى سعيد بن منصور عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن يرفا قال قال لي عمر اني أنزلت نفسي من مال المسلمين منزلة مال اليتيم وهذا يشعر بأنه عاش إلى خلافة معاوية (قوله هل لك في عثمان) أي ابن عفان (وعبد الرحمن) ولم أر في شئ من طرقه زيادة على
(١٤٢)