وأرعدت، وأبرقت، وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر.
فقال الرضا (عليه السلام): على رسلكم (1) أيها الناس! فليس هذا الغيم لكم، إنما هو لأهل بلد كذا.
فمضت السحابة وعبرت، ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق، فتحركوا.
فقال: على رسلكم، فما هذه لكم، إنما هي لأهل بلد كذا، فما زالت حتى جاءت عشر سحابة وعبرت، ويقول علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في كل واحدة:
على رسلكم، ليست هذه لكم، إنما هي لأهل بلد كذا.
ثم أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيها الناس! هذه سحابة بعثها الله عز وجل لكم، فاشكروا الله على تفضله عليكم، وقوموا إلى مقاركم ومنازلكم فإنها مسامتة (2) لكم، ولرؤوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا إلى مقاركم، ثم يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله.
ونزل من المنبر (3)، وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم، ثم جاءت بوابل (4) المطر، فملئت الأودية، والحياض، والغدران، والفلوات.