لفظ الكتاب على هذا النقل يخالف ما نقله الأعلام من كتابه (صلى الله عليه وآله) إلى المقوقس كما مر، وهذا يكفي في الضعف، مع أن أسلوب الكتاب يخالف أساليب كتبه (صلى الله عليه وآله) سيما أن فيه إيذانا بالحرب وتهديدا، وهو لا يوافق الاعتبار، إذ الكتاب كان في آخر السنة السادسة أو أول السنة السابعة، إلا على ما مر من الأموال: 33 وفي ط: 20 من كتابه (صلى الله عليه وآله) إلى الملوك بعد نزول آية الجزية فيكون كتابا ثانيا إلى المقوقس.
هذا مع أن كتاب الواقدي لا يخلو من ضعف، لأنه يشبه أساطير القصاصين والطرقية، وإمارات الافتعال في قصص الكتاب لائحة كما لا يخفى على من قرأها وتدبرها، وصرح في موضعين من الكتاب (1: 116 و 154) بكون الغرض من تأليف الكتاب إرغام الروافض، فأخذ في نحت الفضائل وتلفيق الكرامات لخالد وأبي عبيدة وضرار بن الأزور وأضرابهم فراجع وتدبر.
قال المؤرخ المحقق المسعودي في مروج الذهب 4: 33: " وفي سنة تسع ومائتين مات الواقدي، وهو محمد بن عمرو بن واقد مولى بني هاشم، وهو صاحب السيرة، وقد ضعف في الحديث ".
ونقل في ناسخ التواريخ قبل أن ينقل النص المشهور النص الآتي:
" بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى عظيم القبط، والسلام على من اتبع الهدى، توكل بالله العظيم في كل الأحوال، فإن توليت فعليك بالعدل والقسط، يا أهل الكتاب سيروا إلى كلمة بيننا وبينكم أن لا تعبدوا إلا الله ولا تعودوا " (1).