كان زيد من المطيعين لأوامر الخليفة ونواهيه، وكان يتأبى عن الكتابة والإملاء (1) شديدا، فلا يمكن أن يكون له كتاب إلا أن يكون بإذن خاص من الخليفة لعلة خفية، ويحتمل أن يكون الكتاب لكتابة فتاواه دون أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وأعجب من ذلك كله أن مروان بن الحكم عدو الله ورسوله يأمر بكتابة الحديث ويحتال في إغفال زيد بن ثابت وأبي هريرة حتى يكتب عنهم خلافا للخليفة وخلافا ليزيد وأبي هريرة، ولعله يسأل هؤلاء عن أحاديث فيما يريد معاوية من افتعال الأحاديث في الفضائل فيحدث زيد وأبو هريرة تزلفا إلى مروان ومعاوية، فيكتبونه والله أعلم (2).
ومنهم:
10 - أبو هريرة الدوسي: روى الحسن بن عمرو بن أمية قال: تحدثت عند أبي هريرة بحديث، فأنكره فقلت: إني سمعته منك، فقال: إن كنت سمعته مني فهو مكتوب عندي، فأخذ بيدي إلى بيته فأرانا كتبا كثيرة من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجد ذلك الحديث " (3).
أقول: هذا خلاف ما روي عن أبي هريرة كما يأتي في كتاب عبد الله بن عمرو ابن العاص: " لم يكن أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه كتب ولم أكتب " قال ابن عبد البر بعد نقل هذا الحديث عن