حتى غيروه وسيأتي نصر الله على عدوه لحينه والله لطيف خبير وفي دون ما سمعتم كفاية وبلاغ.
فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله إليه وحثكم عليه واقصدوا شرعه واسلكوا نهجه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج ودفعت الدرج ووضحت الحجج، وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح، ويوم كمال الدين ويوم العهد المعهود، ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود ويوم البيان عن حقايق الايمان، ويوم دحر الشيطان ويوم البرهان.
هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون، هذا يوم الملاء الأعلى الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الارشاد ويوم محنة العباد ويوم الدليل على الرواد، وهذا يوم أبدى خفايا الصدور، ومضمرات الأمور هذا يوم النصوص على أهل الخصوص هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الامن المأمون، هذا يوم إظهار المصون من المكنون، هذا يوم إبلاء السرائر.
فلم يزل عليه السلام يقول: هذا يوم، هذا يوم. فراقبوا الله عز وجل واتقوه واسمعوا له، وأطيعوه واحذروا المكر ولا تخادعوه وفتشوا ضمائركم ولا تواروه وتقربوا إلى الله تعالى بتوحيده، وطاعة من أمركم أن تطيعوه، ولا تمسكوا ولا يجنح بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا.
قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وقال تعالى: " وإذ يتحاجون في النار، فيقول الضعفاء للذين استكبروا: إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله لهديناكم ".
أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته والترفع على من ندبوا إلى متابعته والقرآن ينطق من هذا عن كثير إن تدبره متدبر، زجره ووعظه واعلموا أيها المؤمنون أن الله عز وجل قال: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " أتدرون ما سبيل الله، ومن سبيله، ومن صراط الله ومن طريقه.