فإذا لقى المؤمن أخاه يقول: الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الايمان فمن تبسم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيمة بالرحمة، وقضى له ألف حاجة، وبنى له قصرا في الجنة من درة بيضاء ونضر وجهه.
وهو يوم الزينة فمن تزين ليوم الغدير غفر الله له كل خطيئة عملها، صغيرة وكبيرة وبعث الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات، ويرفعون له الدرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم، فان مات مات شهيدا، وإن عاش عاش سعيدا، ومن أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين ومن زار فيه مؤمنا أدخل الله قبره سبعين نورا ووسع في قبره ويزور قبره كل يوم سبعون ألف ملك ويبشرونه بالجنة.
وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع، فسبق إليها أهل السماء السابعة فزين بها العرش، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة، فزينها بالبيت المعمور، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الأرضين فسبقت مكة فزينها بالكعبة ثم سبق إليها المدينة فزينها بالمصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين عليه السلام و عرضها على الجبال فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبل: العقيق وجبل الفيروزج وجبل الياقوت فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر.
ثم سبقت إليها جبال آخر فصارت معادن الذهب والفضة، وما لم يقر بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا وما أنكر صار ملحا أجاجا، وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا، وما لم يقبل صار مرا ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا، وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن.
ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم ومثل من أبي ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل إبليس وفي هذ اليوم أنزلت هذه الآية " اليوم أكملت لكم دينكم " وما بعث الله نبيا إلا وكان يوم بعثه