مثل يوم الغدير عنده وعرف حرمته إذ نصب لامته وصيا وخليفة من بعده في ذلك اليوم (1).
27 - علي بن طاووس قال: في كتاب كمال الزيارات قال أخبرنا أبو علي أحمد ابن محمد بن عمار الكوفي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن - فضال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال كنا عند الرضا عليه السلام والمجلس غاص باهله فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن لله عز وجل في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من ذهب ولبنة من فضة فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك والعنبر.
فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من لبن ونهر من عسل، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات فإذا كان يوم الغدير، ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه و يهللون، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، تتمرغ على ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت تلك الطيور، فتنفض ذلك وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة عليها السلام.
فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي عليهما السلام ثم التفت فقال لي يا بن - أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام، فان الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما عتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ولدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين وأفضل على إخوانك في هذ اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة.
ثم قال يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وإنكم لمن امتحن الله قلبه للايمان مستذلون مقهورون ممتحنون يصب البلاء عليهم صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم