الله خير القضاء وخير القدر في عافية فكتب إليه عمر قد جاءني كتابك وفهمته فأقم بمكانك حتى تنغض الله لك عدوك واعلم أن لها ما بعدها فإن منحك الله أدبارهم فلا تنزع عنهم حتى تقتحم عليهم المدائن فإنه خرابها إن شاء الله وجعل عمر يدعو لسعد خاصة ويدعون له معه وللمسلمين عامة فقدم زهرة سعد حتى عسكر بعذيب الهجانات ثم خرج في أثره حتى ينزل على زهرة بعذيب الهجانات وقدمه فنزل زهرة القادسية بين العتيق والخندق بحيال القنطرة وقديس يومئذ أسفل منها بميل (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن القعقاع بإسناده قال وكتب عمر إلى سعد إني قد ألقى في روعي أنكم إذا لقيتم العدو هزمتموهم فاطرحوا الشك وآثروا التقية عليه فإن لاعب أحد منكم أحدا من العجم بأمان أو قرفه بإشارة أو بلسان كان لا يدري الأعجمي ما كلمه به وكان عندهم أمانا فأجروا ذلك له مجرى الأمان وإياكم والضحك والوفاء الوفاء فإن الخطاء الوفاء بقية وان الخطاء بالغدر الهلكة وفيها وهنكم وقوة عدوكم وذهاب ريحكم وإقبال ريحهم واعلموا أني أحذركم أن تكونوا شينا على المسلمين وسببا لتوهينهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عبد الله بن مسلم العكلي والمقدام بن أبي المقدام عن أبيه عن كرب بن أبي كرب العكلي وكان في المقدمات أيام القادسية قال قدمنا سعد من شراف فنزلنا بعذيب الهجانات ثم ارتحل فلما نزل علينا بعذيب الهجانات وذلك في وجه الصبح خرج زهرة بن الحوية في المقدمات فلما رفع لنا العذيب وكان من مسالحهم استبنا على بروجه ناسا فما نشاء أن نرى على برج من بروجه رجلا أو بين شرفتين إلا رأيناه وكنا في سرعان الخيل فأمسكنا حتى تلاحق بنا كثف ونحن نرى أن فيها خيلا ثم أقدمنا على العذبب فلما دنونا منها خرج رجل يركض نحو القادسية فانتهينا إليه فدخلناه فإذا ليس فيه أحد وإذا ذلك الرجل هو الذي كان يتراءى لنا على البروج وهو بين الشرف مكيدة ثم انطلق بخبرنا فطلبناه فأعجزنا وسمع بذلك زهرة فاتبعنا فلحق بنا وخلفنا وأتبعه وقال إن أفلت الربئ وأتاهم الخبر فلحقه بالخندق فطعنه فجدله فيه وكان أهل القادسية يتعجبون من شجاعة
(١٢)