بالعراق أو بالحجاز رجلا علويا حسينيا فقيرا مستورا فإذا علمت هذا من حاله أغنيته بأن أسلم إليه هذا الهميان كله ليصير أهلا لنعمة تنعقد له فلم تجتمع لي هذه الصفة في أحد، فلما اجتمعت فيك لما شاهدته من الأمانة والفقر والعفة والصبر، وصح عندي نسبك أعطيتك إياه فقلت: إن كنت تحب استكمال الاجر فخذ منه دينارا وابتع لي دراهم واشتر لي منها ما آكله وصر به الساعة إلى هاهنا. فقال لي إليك حاجة فقلت: قل. فقال: أنا رجل موسر والذي أعطيتك ليس لي فيه شئ كما عرفتك، وأنا أسألك أن تقوم معي إلى رحلي فتكون في ضيافتي إلى الكوفة وتتوفر دنانيرك عليك. فقلت ما بي حركة فاحتل في حملي كيف شئت فغاب وجاء بمركوب فأركبنيه إلى رحله وأطعمني في الحال ما كان عنده وقطع لي من الغد ثيابا وكان يخدمني بنفسه، وعادلني في عماريته إلى الكوفة فلما بلغنا أعطاني من عنده دنانير أخرى وقال لي صفها على ما عندك قال وفارقته وأنا أدعو إليه وأشكره ولم أمس الهميان بل أنفق من الدنانير التي أعطانيها الرجل باقتصاد إلى أن اتفقت لي ضيعة رخيصة فابتعتها بما في الهميان فأغلت وأثمرت وأنا بعافية.
(٢٥١)