ليحتاج الناس إليهم ولا يحتاجون إلى أحد من الناس في شئ من الحلال والحرام.
قال السائل: فأخبرني عن خروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين، كيف ذلك وما الحجة فيه؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: (1) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، أنزلت هذه الآية في خمسة نفر شهدت لهم بالتطهير من الشرك ومن عبادة الأصنام وعبادة كل شئ من دون الله، أصلها دعوة إبراهيم (ع م) حيث يقول: (2) واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام، والخمسة الذين نزلت فيهم آية التطهير رسول الله (صلع) وعلى وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وهم الذين عنتهم دعوة إبراهيم (ع م)، فكان سيدهم فيها رسول الله (صلع)، وكانت فاطمة صلوات الله عليها امرأة شركتهم في التطهير، وليس لها في الإمامة شئ، وهي أم الأئمة (3) صلوات الله عليهم، فلما قبض الله نبيه (صلع) كان علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أولى الناس بالإمامة بعد رسول الله (صلع) لقول الله عز وجل: (4) والسابقون السابقون * أولئك المقربون، ولقول رسول الله صلى الله عليه وآله في الحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما، ولقوله (صلع): الحسن والحسين إماما حق قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما، فكان على (ع م) أولى بالإمامة من الحسن والحسين لأنه السابق، فلما قبض كان الحسن (ع م) أولى بالإمامة من الحسين بحجة السبق، وذلك قوله (5) والسابقون السابقون، فكان الحسن أسبق من الحسين وأولى بالإمامة، فلما حضرت الحسن الوفاة لم يجز (6) أن يجعلها في ولده، وأخوه نظيره في التطهير، وله بذلك وبالسبق فضيلة على ولد الحسن (7)، فصارت إليه، فلما حضرت الحسين الوفاة لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه دون ولده لقول الله عز وجل: (8) وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، فكان ولده أقرب إليه رحما من ولد أخيه وكانوا أولى بها،