وديني ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي، ولا يفعل ذلك مؤمن إلا أعطاه الله ما سأل (1).
وعن (2) جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: أتى إلى أبى، رضوان الله عليه، رجل من أصحابه أراد سفرا ليودعه، فقال له: إن أبى علي بن الحسين (ع) كان إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى سلامته من الله بما تيسر، وكان (3) ذلك إذا وضع رجله في الركاب (4)، فإذا سلم وانصرف شكر الله وتصدق أيضا بما تيسر، فودعه الرجل ومضى ولم يفعل من ذلك شيئا، فعطب في الطريق، فبلغ ذلك أبا جعفر (ع) فقال: قد كان الرجل وعظ لو اتعظ (5).
وعن علي (ع) أنه أراد سفرا فلما استوى على دابته قال: " الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "، ثم قرأ فاتحة الكتاب ثلث مرات، ثم قال: الله أكبر ثلث مرات، ثم قال: سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ثم ضحك، فقيل له: يا أمير المؤمنين من أي شئ ضحكت؟ قال: رأيت رسول الله (صلع) قال مثل ما قلت ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله، من أي شئ تضحك؟ (6) فقال: إن الله يعجب لعبده إذا قال (7): اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره.
وعن علي (ع) أنه قال: من سنة السفر إذا خرج القوم وكانوا رفقاء أن يخرجوا نفقاتهم جميعا، فيجمعوها وينفقوا منها معا، فإن ذلك أطيب لأنفسهم وأحسن لذات بينهم.
وعن جعفر بن محمد (صلع) أنه قال: المروة مروتان (8) مروة الحضر ومروة السفر. فأما مروة الحضر فتلاوة القرآن وحضور المساجد، وصحبة أهل