عليك بأمر فسوف أصنع لك شيئا رأيته في بلد الحبشة، قالت: وما هو؟
قالت: النعش يجعلونه من فوق السرير على الميت يستره فلا يرى منه شئ، قالت لها: افعلي، فلما قبضت صلوات الله عليه صنعته لها أسماء، فكان أول نعش حمل (1) في الاسلام.
وعن علي صلوات الله عليه أن رسول الله (صلع) نهى أن يوضع على النعش الحنوط.
وعنه صلوات الله عليه أنه نظر إلى نعش ربطت عليه خمر، بين أحمر وأخضر وأصفر زين بها، فأمر (ع) بها فنزعت، وقال: سمعت رسول الله (صلع) يقول: أول عدل الآخرة القبور، لا يعرف فيها شريف من وضيع (2).
وعنه صلوات الله عليه أنه نظر إلى قوم مرت بهم جنازة، فقاموا قياما على أقدامهم، فأشار إليهم أن اجلسوا، هذا في القوم تمر عليهم الجنازة ولا يريدون اتباعها، فأما من أراد ذلك قام ومشى ولم يجلس حتى يوضع السرير.
وروينا عن الحسين بن علي (ع) أنه مر (3) على قوم بجنازة فذهبوا ليقوموا.
فنهاهم ومشى، فلما انتهى إلى القبر وقف يتحدث مع أبي هريرة وابن الزبير حتى وضعت الجنازة، فلما وضعت جلس وجلسوا.
وعن علي صلوات الله عليه أنه سمع رسول الله (صلع) يقول في جنازة: ما أدرى أيهم أعظم ذنبا، الذي يمشى مع الجنازة بغير رداء، أم الذي يقول: ارفقوا (4)، رفق الله بكم، أم الذي يقول: استغفروا له، غفر الله لكم؟
وعن علي صلوات الله عليه أنه كان يقول: أسرعوا بالجنائز ولا تدبوا بها (5).
وعنه (ع) أنه سئل عن حمل الجنازة أواجب هو على من شهدها؟ قال:
لا، ولكنه خير، فمن شاء أخذ ومن شاء ترك.
وعنه صلوات الله عليه أنه رخص في حمل الجنازة على الدابة، هذا إذا لم يوجد من يحملها أو كان عذر، فأما السنة والذي يؤمر به أن يحملها الرجال.
وعنه صلوات الله عليه أنه كان يستحب لمن بدا له أن يعين في حمل الجنازة أن يبدأ