من مكتبة الداعي، وهذا سبب من الأسباب التي جعلتني لم أستطع الاعتماد عليها كثيرا. وقد تفضل قداسة الداعي (الملاجي طاهر سيف الدين) فندب شيخنا من أتباعه ليقابل ما أعددته للنشر بهذه النسخة. ولكن العمل لم يكن منتظما، ولم يكن دقيقا الدقة التي يحتاج إليها مثل هذا العمل العلمي. ويجب أن نصرح بهذه الحقيقة المؤلمة، وهي أن رجال الطوائف الدينية ليس عندهم فكرة ما عن قواعد تحقيق النصوص، ويحاولون وضع العراقيل في طريق كل بحث حر أو دراسة علمية، ويشهرون سلاح التقية في وجه التسهيلات العلمية التي اعتاد أن يقدمها علماء أوربا، ويكفى أن أقول إني بدأت العمل في إعداد الجزء الأول من دعائم الاسلام للنشر في أول يناير سنة 1944 ومع ذلك لم أتمكن إلا من إلقاء نظرة خاطفة على هذه النسخة النفيسة بعد ثمان سنوات ونصف، بالرغم من أنى أعيش في نفس البلد الذي توجد به النسخة، وإن من دواعي غبطتي أن أكون صديقا لصاحب هذه النسخة، وليس ذلك بمستغرب، ومهما يكن من شئ، فإني أشكر قداسة الداعي إذ سمح لي أن أحظى برؤية هذه النسخة مدة ساعة من الزمان برقابة ابنه وفى مقره الرسمي ببدرى محل ببومباي، وأرجو بمرور الزمن، أن تتغير هذه النظرة المتطرفة غير المعقولة إلى نظرة العقل الناقد الحديث، وأن تتخذ التقاليد المعروفة بين علماء أوربا التي نلمسها في كتابات المستشرقين، تلك التقاليد التي جعلتني أرسل نسخة قيمة جدا من كتاب " الكشف " المنسوب إلى جعفر بن منصور اليمن إلى الأستاذ ستروتمان بهامبورج، الذي أراسله دون أن أحظى بلقياه أو أسعد بصداقته عن قرب، فبينما كان لا يزال يدرس هذا الكتاب القيم، وجدت أن من العار والأنانية أن أنكر عنه هذا المخطوط الذي عندي فهو في حاجة إليه ولست أنا في حاجة إليه، ولذلك فإني لا أستطيع أن أوفى الشيخ فيض الله بهائي صاحب حقه من الشكر، فهو يظهر استعداده لإعارة كتبه الخطية ويمد يد المساعدة العلمية والعطف الذي جبل عليه لكل باحث في الإسماعيليات، بالرغم من شيخوخته وضعف جسمه وبعض أشياء ليس من اللياقة أن أذكرها. جاء في ختام هذه النسخة وذكر اسم الكتاب " تم كتاب دعائم الاسلام في الحلال والحرام، والقضايا، والأحكام، عن أهل البيت عليهم السلام، 4 جمادى الأولى سنة 989 ه (6 يونيه سنة 1581 م) ". وكتب اسم الناسخ كما يلي:
(المقدمة ٢١)