راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: لما هلك أبو سلمة بن عبد الأسد جزعت عليه أم سلمة فقال لها النبي (صلع): قولي يا أم سلمة:
اللهم أعظم (1) أجرى في مصيبتي وعوضني خيرا منها، قالت: وأين لي مثل أبى سلمة يا رسول الله؟ فأعاد عليها فقالت مثل قولها الأول، فأعاد عليها رسول الله، فقالت في نفسها: أرد على رسول الله (صلع) ثلاث مرات؟! فقالتها (2)، فأخلف الله عليها خيرا من أبى سلمة رسول الله (صلع).
وعن رسول الله (صلع) أنه قال: من أصيب منكم بمصيبة بعدي فليذكر مصابه بي، فإن مصابه بي أعظم من كل مصاب.
وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال: تعزية المسلم للمسلم بقريبه الذمي استرجاع (3) عنده وتذكره بالموت وما بعده، ونحو هذا الكلام، قال: وكذلك الذمي إذا كان لك له جارا فأصيب بمصيبة تقول له أيضا مثل ذلك، وإن عزاك عن ميت فقل: هداك الله.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: لما مات إبراهيم بن رسول الله (صلع) أمرني رسول الله فغسلته وكفنه رسول الله صلع) وحنطه وقال لي: أحمله يا علي، فحملته حتى جئت به إلى البقيع، فصلى عليه ثم أدناه من القبر، ثم قال لي: يا علي، انزل، فنزلت ودلاه على رسول الله (صلع) فلما رآه منصبا بكى عليه السلام، فبكى المسلمون لبكاء رسول الله (صلع) حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصواب النساء (4)، فنهاهم رسول الله (صلع) أشد النهى وقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا بك لمصابون وإنا عليك لمحزونون، يا إبراهيم (5). ثم سوى قبره ووضع يده عند رأسه وغمرها (6) حتى بلغت