رسول الله (صلع) وتركها ولم تكن المرأة عرفته، فقيل لها: إنه رسول الله، فقامت تشتد في طلبه حتى لحقته، فقالت: يا رسول الله، إني (1) لم أعرفك، فهل لي أجر إن صبرت؟ فقال: الاجر مع الصدمة الأولى.
وعنه صلوات الله عليه أنه قال: أربع من كن فيه أوجب الله له الجنة، من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله، ومن إذا أنعم الله عليه بنعمة، قال:
الحمد لله، ومن إذا أصاب (2) ذنبا قال: أستغفر الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: (3) إنا لله وإنا إليه راجعون.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: إياك والجزع، فإنه يقطع الامل ويضعف العمل ويورث الهم، واعلم أن المخرج في أمرين: ما كانت فيه حيلة فالاحتيال، وما لم تكن فيه حيلة فالاصطبار.
وعنه صلوات الله عليه أنه قال: منزلة الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد.
وعن رسول الله (صلع) أنه قال: من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم (4) حجبوه من النار، قيل: يا رسول الله، فاثنان؟ قال: واثنان.
وعن رسول الله (صلع) أنه مر على قوم من الأنصار وهم في بيت، فسلم عليهم ووقف فقال: كيف أنتم؟ فقالوا: إنا مؤمنون يا رسول الله، قال: أفمعكم برهان ذلك؟ قالوا: نعم، قال: هاتوا، قالوا: نشكر الله في الرخاء ونصبر على البلاء ونرضى بالقضاء، فقال: أنتم إذا أنتم.
وعنه (صلع) أنه قال: إن الله عز وجل أعطى (5) عباده الدنيا قرضا، فمن أخذ منه شيئا منها قسرا (6) فصبر عوضه الله منه ثلاثا لو عوض واحدة منها ملائكته رضوا: الصلاة والرحمة والهداية، قال عز وجل: (7) وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه