وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا. فهذه الخامسة، وقال (تع): (1) أقم الصلاة طرفي النهار، وطرفاه المغرب والغداة، وزلفا من الليل، صلاة العشاء الآخرة، وقال (تع): (2) حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وهي صلاة الجمعة، والظهر في سائر الأيام، وهي أول صلاة صلاها رسول الله (صلع). وهي وسط صلواتين بالنهار، صلاة الغداة وصلاة العصر.
وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: فرض الله الصلوات. ففرضها خمسين صلاة في اليوم والليلة، ثم رحم الله خلقه ولطف بهم، فردهم إلى خمس صلوات، وكان سبب ذلك أن الله عز وجل لما أسرى بنبيه محمد صلى الله عليه وآله مر على النبيين فلم يسأله أحد، حتى انتهى إلى موسى، فسأله فأخبره، فقال: ارجع إلى ربك، فاطلب إليه أن يخفف عن أمتك، فإني لم أزل أعرف من بني إسرائيل الطاعة حتى نزلت الفرائض. فأنكرتهم، فرجع النبي (صلع) فسأل ربه فحط عنه خمس صلوات، فلما انتهى إلى موسى أخبره، فقال له: ارجع، فرجع، فحط عنه خمس صلوات، فلم يزل يرده موسى، وتحط عنه خمس بعد خمس، حتى صارت خمس صلوات، فاستحيا رسول الله (صلع) أن يعاود ربه.
ثم قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: جزى الله موسى عن هذه الأمة خيرا. فالخمس صلوات فيهن سبع عشر ركعة فريضة، الظهر منها أربع ركعات، يخافت فيها بالقراءة، ويجل فيها جلستين، جلسة (3) في كل مثنى للتشهد، والعصر مثلها كذلك، والمغرب ثلاث ركعات، يجهر في الركعتين الأوليين بالقراءة ويتشهد بعدهما، ويقوم ويصلى ركعة يخافت فيها، ويجلس ويتشهد وينصرف، والعشاء الآخرة كالظهر إلا أنه يجهر في الركعتين الأوليين بالقراءة. وصلاة الفجر ركعتان يجهر فيهما بالقراءة. ويقنت قبل الركوع في الركعة الأخرى (4).