سبل السلام - محمد بن اسماعيل الكحلاني - ج ٤ - الصفحة ١٣٧
أنها كانت حبشية وصيفة لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم. ويقال: كانت من سبي الحبشة الذين قدموا زمن الفيل فصار ت لعبد المطلب، فوهبها لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم. وتزوجت قبل زيد عبيدا الحبشي فولد ت له أيمن فكنيت به واشتهرت بكنيتها واسمها بركة. والحديث دليل على اعتبار القيافة في ثبوت النسب، وهي مصدر قاف قيافة، والقائف: الذي يتتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأبيه وأخيه. وإلى اعتبارها في ثبوت النسب ذهب مالك والشافعي وجماهير العلماء مستدلين بهذا الحديث.
ووجه دلالته ما علم من أن التقرير منه (ص) حجة لأنه أحد أقسام السنة.
وحقيقة التقرير أن يرى النبي (ص) فعلا من فاعل أو يسمع قولا من قائل أو يعلم به وكان ذلك الفعل من الأفعال التي لا يعلم تقدم إنكاره لها، كمضي كافر إلى كنيسة أو مع عدم القدرة كالذي كان يشاهده من كفار مكة من عبادة الأوثان وأذاهم للمسلمين ولم ينكره، كان ذلك تقريرا دالا على جوازه، فإن استبشر به فأوضح كما في هذه القصة فإنه استبشر بكلام مجزز في إثبات نسب أسامة إلى زيد فدل ذلك على تقرير كون القيافة طريقا إلى معرفة الأنساب. وبما رواه مالك عن سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب كان يليط أولاد الجاهلية بمن ادعاهم في الاسلام فأتى رجلان إلى عمر رضي الله عنه كلاهما يدعي ولد امرأة فدعا قائفا فنظر إليه القائف فقال: لقد اشتركا فضربه عمر بالدرة ثم دعا المرأة فقال أخبريني خبرك فقالت: كان هذا لاحد الرجلين - يأتيها في إبل لأهلها فلا يفارقها حتى يظن أنه قد استمر بها حمل ثم ينصرف عنها فأهريقت عليه دما ثم خلف عليها هذا - يعني الآخر - فلا أدري من أيهما هو، فكبر القائف، فقال عمر للغلام: فإلى أيهما شئت فانتسب. فقضى عمر بمحضر من الصحابة بالقيافة من غير إنكار من واحد منهم، فكان كالاجماع تقوى به أدلة القيافة.
قالوا: وهو مروي عن ابن عباس وأنس بن مالك ولا مخالف لهما ما الصحابة، ويدل عليه حديث اللعان. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن جاءت به على صفة كذا وكذا فهو لفلان، أو على صفة كذا وكذا فهو لفلان فجاءت به على الوصف المكروه فقال: لولا الايمان لكان لي ولها شأن فقوله: فهو لفلان إثبات للنسب بالقيافة وإنما منعت الايمان عن إلحاقه بمن جاء على صفته. وذهبت الهادوية والحنفية إلى أنه لا يعمل بالقيافة في إثبات النسب، والحكم في الولد المتنازع فيه أن يكون للشريكين أو المشتريين أو الزوجين. وللهادوية في الزوجين تفاصيل معروفة في الفروع، وتأولوا حديث مجزز هذا وقالوا: ليس من باب التقرير لان نسب أسامة كان معلوما إلى زيد وإنما كان يقدح الكفار في نسبه لاختلاف اللون بين الولد وأبيه، والقيافة كانت من أحكام الجاهلية وقد جاء الاسلام بإبطالها ومحو آثارها، فسكوته (ص) عن الانكار على مجزز ليس تقريرا لفعله، واستبشاره إنما هو لالزام الخصم الطاعن في نسب أسامة بما يقوله ويعتمده فلا حجة في ذلك. قلت: ولا يخفى
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الحدود 3
2 حد الزاني غير المحصن مائة جلدة وتغريب عام، وحد الزاني المحصن الرجم 4
3 يجب على الامام الاستفصال عن الأمور التي يجب معها الحد 7
4 ما يثبت الزنا 8
5 إذا علم السيد بزنا أمته جلدها وإن لم تقم شهادة 8
6 أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم 10
7 يقام الحد على الحامل بعد الوضع وبعد مضي مدة الرضاع 11
8 من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به 13
9 حد من يأتي البهيمة القتل 14
10 باب حد القذف 15
11 حد القذف على العبد 17
12 باب حد السرقة 18
13 أقوال العلماء في النصاب الذي تقطع فيه يد السارق 19
14 النهي عن الشفاعة في الحدود 20
15 يجب القطع من جحد العارية 21
16 ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع 22
17 يأمر بالقطع والحسم الامام 24
18 إذا أخذ المحتاج بفيه لسد حاجته فلا قطع عليه 25
19 تقطع يد السارق فيما كان مالكه حافظا له وإن لم يكن مغلقا عليه 26
20 من دعا على من ظلمه فقد انتصر 28
21 باب حد الشارب وبيان المسكر 28
22 ثبوت الحد على شارب الخمر بالاجماع 30
23 إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه 32
24 النهي عن إقامة الحدود في المساجد 32
25 ما يحل من الأشربة وما يحرم 33
26 ما أسكر كثيره فقليله حرام 35
27 إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم 36
28 باب التعزير وحكم الصائل 37
29 أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم الا الحدود 38
30 كل معزر يموت بالتعزير يضمنه الامام 38
31 من قتل دون ماله فهو شهيد 40
32 كتاب الجهاد والترغيب في الإخلاص فيه 41
33 استئذان الأصول في الجهاد 42
34 الترغيب في الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا 43
35 لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو 45
36 نهى المجاهد عن التمثيل بالمقتول والغلول 46
37 التورية في الغزو 48
38 عدم الاستعانة بالمشركين 49
39 النهي عن قتل النساء والصبيان 50
40 النهي عن الالقاء بالنفس في التهلكة 51
41 القضاء بالسلب للقاتل 52
42 جواز الرمي بالمنجنيق 53
43 دخول النبي مكة وعلى رأسه المغفر 54
44 الجواز القتل صبرا وفداء مسلمين بمشرك 55
45 من أسلم أحرز ماله ودمه 56
46 انفساخ نكاح المسبية 57
47 قسم الغنيمة بين مستحقيها 58
48 ما يباح للمجاهدين قبل القسمة 59
49 يجب إخراج من على دين غير الاسلام من جزيرة العرب 61
50 أقوال بني النضير كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة 63
51 إجماع العلماء علي جواز الادخار مما يستغله الانسان من أرضه 64
52 باب الجزية والهدنة 64
53 تؤخذ الجزية من كل حالم دينارا أو عدله 66
54 الاسلام يعلو ولا يعلى 67
55 تجوز المهادنة بين المسلمين وأعدائهم من المشركين لمدة معلومة لمصلحة 69
56 باب السبق والرمي 70
57 لا سبق الا في خف أو نصل أو حافر 71
58 كتاب الأطعمة 72
59 النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع 72
60 إذنه صلى الله عليه وسلم في لحوم الخيل 73
61 حل أكل الجراد 75
62 نهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب 76
63 نهيه صلى الله عليه وسلم عن الجلالة وألبانها 77
64 يحل أكل الضب 78
65 باب الصيد والذبائح 80
66 لا يحل صيد الكلب الا إذا أرسله صاحبه 81
67 ما صاده الكلب إذا أدرك حيا فيذكى 81
68 ما أصيب بحد المعراض يؤكل، وما أصيب بعرضه فلا يؤكل 84
69 النهي عن الخذف 85
70 النهي عن اتخاذ شئ فيه الروح غرضا 86
71 يشترط في الذكاة ما يقطع ويجري الدم 87
72 إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شئ 88
73 المسلم يكفيه اسمه 89
74 باب الأضاحي 89
75 يستحب إضجاع الغنم ولا تذبح قائمة ولا باركة 90
76 وقت التضحية من بعد صلاة العيد 92
77 العيوب المانعة من صحة التضحية 93
78 ما لا يجزئ في الأضحية 94
79 يتصدق المضحي باللحوم والجلود والجلال 95
80 باب العقيقة 97
81 كل غلام مرتهن بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى 98
82 كتاب الأيمان والنذور 101
83 اليمين تكون على نية المستحلف 102
84 من حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث عليه 103
85 الصيغ التي كان يحلف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم 105
86 اليمين الغموس من الكبائر 105
87 بيان الذنوب الكبائر واختلاف العلماء فيها 106
88 إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة 108
89 نهيه صلى الله عليه وسلم عن النذر وأنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل 110
90 أقوال العلماء في النذر وما يباح منه وما يحرم 110
91 بيان النذور التي تلزم فيها كفارة يمين 111
92 لا وفاء لنذر في معصية 113
93 كتاب القضاء 115
94 التحذير من ولاية القضاء والدخول فيه 116
95 إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران الخ 117
96 كتاب عمر في آداب القاضي 119
97 النهي عن القضاء في حالة الغضب 120
98 آداب القضاء 120
99 كيف تقدس أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم 122
100 يجب على من ولى أي أمر من أمور عباد الله أن لا يحتجب عنهم 123
101 لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي 124
102 باب الشهادات 126
103 أفضل القرون قرنه صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم 126
104 بيان من لا تجوز شهادتهم 128
105 شهادة الزور من أكبر الكبائر 129
106 بثبت القضاء بشاهد ويمين 131
107 باب الدعاوي والبينات 132
108 عظم إثم من حلف على منبره صلى الله عليه وسلم كاذبا 134
109 بيان من لم يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم الخ 134
110 ترد اليمين على المدعي إذا لم يحلف المدعي عليه 136
111 اعتبار القيافة في ثبوت النسب 136
112 كتاب العتق 138
113 فضائل العتق 138
114 من أعتق حصة له في عبد وكان موسرا قوم عليه حصة شريكه الخ 139
115 من ملك ذا رحم محرم فهو حر 142
116 باب المدبر والمكاتب وأم الولد 144
117 المكاتب عبد ما بقى عليه من مكاتبته درهم 145
118 المكاتب إذا صار معه جميع مال المكاتبة فقد صار له ما للأحرار 147
119 ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من تنزهه عن الدنيا وخلو قلبه عن الاشتغال بها 147
120 كتاب الجامع 148
121 باب الأدب 148
122 حقوق المسلم على المسلم 148
123 إرشاد العبد إلى ما يشكر به النعمة 151
124 لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه 152
125 آداب السلام بدءا وردا 154
126 النهي عن بدء اليهود والنصارى بالسلام 155
127 النهي عن الشرب قائما 156
128 النهي عن لبس نعل واحدة 157
129 النهي عن جر الثوب خيلاء 158
130 آداب الأكل والشرب 159
131 النهي عن الاسراف في الأقوال والافعال 159
132 باب البر والصلة 160
133 لا يدخل الجنة قاطع للرحم 161
134 بيان ما حرمه الله تعالى على عباده 162
135 رضا الله في رضا الوالدين الخ 164
136 نفي الايمان عن من لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه 165
137 بيان الذنوب الكبائر وأكبر الكبائر 166
138 كل معروف صدقة 167
139 الترغيب في فعل الخير 168
140 الدال على الخير كفاعله 169
141 باب الزهد والورع 170
142 إن الحلال بين والحرام بين 171
143 الارشاد إلى البعد عن ذرائع الحرام وإن كانت غير محرمة 172
144 تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة 174
145 من تشبه بقوم فهو منهم 175
146 الحث على الدعاء والتوجه إلى الله تعالى في كل المطالب 175
147 من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه 178
148 ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه 178
149 الحث على التوبة ومدح الصمت 180
150 باب الترهيب من مساوئ الأخلاق 181
151 ذم الحسد والغضب وبيان ما يتداوى به منهما 181
152 الظلم ظلمات يوم القيامة 183
153 ذم البخل وبيان علاجه 184
154 التحذير من الشرك الأصغر 185
155 ذم الرياء بجميع أقسامه 186
156 علامات النفاق 187
157 التحذير من سوء الظن بالمسلمين 189
158 الوعيد الشديد على أئمة الجور 190
159 دعاؤه صلى الله عليه وسلم على من ولى من أمر الناس شيئا فشق عليهم 191
160 بيان حقيقة الغيبة وذمها 192
161 بيان الأمور التي تبيح الغيبة 193
162 تحريم بغض المسلم والإعراض عنه وقطيعته بغير ذنب شرعي الخ 194
163 النهي عن المماراة والمزاح وخلف الوعد 196
164 التحذير من أذى المسلم بأي شئ 197
165 النهي عن سب الأموات 198
166 الوعيد الشديد على النمام 198
167 طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس 200
168 ذم الكبر 200
169 من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله 201
170 كفارة من إغتبته أن تستغفر له 203
171 باب الترغيب في مكارم الأخلاق 204
172 آداب الجلوس في الطريق 205
173 الحياء من الايمان 206
174 فضل التواضع 207
175 فضل من رد عن عرض أخيه بالغيب الخ 208
176 فضل الصدقة والعفو وإفشاء السلام وصلة الأرحام الخ 209
177 الدين النصيحة 210
178 أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق 211
179 باب الذكر والدعاء 212
180 ذكر الله من أعظم أسباب النجاة من مخاوف الدنيا والآخرة 212
181 فضل الذكر وذم تاركه 214
182 أقوال العلماء في الصلاة والسلام على غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 215
183 فضل التسبيح والتحميد 216
184 الباقيات الصالحات، وأحب الكلام إلى الله تعالى 217
185 إستحباب رفع اليدين في الدعاء 219
186 سيد الاستغفار 219
187 الكلمات التي داوم عليها صلى الله عليه وسلم صباحا ومساء 220
188 ما كان يستعيذ منه صلى الله عليه وسلم، وما يبتدئ به الدعاء 221
189 أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا آتنا في الدنيا حسنة الخ 222
190 كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان الخ 224
191 وزن أعمال بني آدم كلهم 225
192 متن نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر 227