عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه إياك وجر الإزار فإن جر الإزار من المخيلة وقد أخرج الطبراني من حديث أبي أمامة وفيه قصة لعمرو بن زرارة الأنصاري إن الله لا يحب المسبل والقصة أن أبا أمامة قال: بينما نحن مع رسول الله (ص) إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة: إزار ورداء، وقد أسبل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله ويقول: عبدك وابن عبدك وأمتك، حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني حمش الساقين فقال: يا عمرو إن الله قد أحسن كل شئ خلقه إن الله لا يحب المسبل وأخرجه الطبري عن عمرو بن زرارة وفيه: وضرب رسول الله (ص) أربع أصابع تحت ركبة عمرو وقال: يا عمرو هذا موضع الإزار ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع ثم قال: يا عمرو وهذا موضع الإزار الحديث ورجاله ثقات. وحكم غير الثوب والإزار حكمهما، وكذلك لما سأل شعبة محارب بن دثار قال شعبة: أذكر الإزار قال: ما خص إزارا ولا قميصا. ومقصوده أن التعبير بالثوب يشمل الإزار وغيره، وأخرج أهل السنن إلا الترمذي عن ابن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم " الاسبال في الإزار والقميص والعمامة. من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وإن كان في إسناده عبد العزيز بن أبي رواد وفيه مقال. قال ابن بطال: وإسبال العمامة المراد به إرسال العذبة زائدا على ما جرت به العادة. وأخرج النسائي من حديث عمرو بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم أرخى طرف عمامته بين كتفيه. وكذا تطويل أكمام القميص زيادة على المعتاد كما يفعله بعض أهل الحجاز إسبال محرم. وقد نقل القاضي عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة. قلت: وينبغي أن يراد في المعتاد ما كان في عصر النبوة.
15 - (وعنه) أي عن ابن عمر رضي الله عنه (أن رسول الله (ص) قال:
إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله أخرجه مسلم). الحديث دليل على تحريم الأكل والشرب بالشمال، فإنه علله بأنه فعل الشيطان وخلقه، والمسلم مأمور بتجنب طريق أهل الفسق فضلا عن الشيطان. وذهب الجمهور إلى أنه يستحب الأكل باليمين والشرب بها لا أنه بالشمال محرم وقد زاد نافع: الاخذ والاعطاء.
16 - (وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف ولا مخيلة) بالخاء المعجمة ومثناة تحتية وزن عظيمة: التكبر (أخرجه أبو داود وأحمد وعلقه البخاري). دل على تحريم الاسراف في المأكل والمشرب والملبس والتصدق. وحقيقة الاسراف مجاوزة الحد في كل فعل أو قول وهو في الانفاق أشهر، والحديث مأخوذ من قوله تعالى: * (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) * وفيه تحريم الخيلاء والكبر. قال عبد اللطيف البغدادي: هذا الحديث جامع لفضائل تدبير