يحتمل أن من أذن له كان ذلك صفة له خلق لا تخلقا. هذا وقال ابن التين: أما من انتهى في التشبه بالنساء من الرجال إلى أن يؤتى في دبره وبالرجال من النساء إلى أن تتعاط السحق فإن لهذين الصنفين من اللوم والعقوبة أشد ممن لم يصل إلى ذلك. قلت: أما من يؤتى من الرجال في دبره فهو الذي سلف حكمه قريبا.
14 - (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص):
ادفعوا الحدود ما وجدتم لها مدفعا أخرجه ابن ماجة بإسناد ضعيف، وأخرجه الترمذي والحاكم من حديث عائشة بلفظ: ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم وهو ضعيف أيضا ورواه البيهقي عن علي من قوله بلفظ ادرأوا الحدود بالشبهات. وذكره المصنف في التلخيص عن علي رضي الله عنه مرفوعا وتمامه: ولا ينبغي للامام أن يعطل الحدود قال: وفيه المختار بن نافع وهو منكر الحديث قاله البخاري، إلا أنه ساق المصنف في التلخيص عدة روايات موقوفة صحح بعضها وهي تعاضد المرفوع وتدل على أن له أصلا في الجملة. وفيه دليل على أنه يدفع الحد بالشبهة التي يجوز وقوعها كدعوى الاكراه أو أنها أتيت المرأة وهي نائمة فيقبل قولها ويدفع عنها الحد ولا تكلف البينة على ما زعمته.
15 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (ص): اجتنبوا هذه القاذورات) جمع قاذورة والمراد بها الفعل القبيح والقول السئ مما نهى الله تعالى عنه (التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله تعالى فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله تعالى رواه الحاكم) وقال: على شرطهما (وهو في الموطأ من مراسيل زيد ابن أسلم). قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث أسند بوجه من الوجوه، ومراده بذلك حديث مالك. وأما حديث الحاكم فهو مسند، مع أنه قال إمام الحرمين في النهاية: إنه صحيح متفق على صحته. قال ابن الصلاح:
وهذا مما يتعجب منه العارف بالحديث وله أشباه بذلك كثيرة أوقعه فيها اطراحه صناعة الحديث التي يفتقر إليها كل فقيه وعالم. وفي الحديث دليل على أنه يجب على من ألم بمعصية أن يستتر ولا يفضح نفسه بالاقرار ويبادر إلى التوبة فإن أبدى صفحته للامام - والمراد بها هنا حقيقة أمره - وجب على الامام إقامة الحد. وقد أخرج أبو داود مرفوعا: تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب.
باب حد القذ ف القذف لغة: الرمي بالشئ. وفي الشرع: الرمي بوطئ يوجب الحد على المقذوف.
1 - (عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن) من قوله: * (إن الذين جاءوا بالإفك) * إلى آخر