على حكمه. وهو دليل على أن الحق في مسائل الاجتهاد مع واحد وليس كل مجتهد مصيبا للحق، وقد أقمنا أدلة حقية هذا القول في محل آخر.
12 - (وعن كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزوة ورى) بفتح الواو وتشديد الراء أي سترها (بغيرها. متفق عليه). وقد جاء الاستثناء في ذلك بلفظ إلا في غزوة تبوك فإنه أظهر لهم مراده وأخرجه أبو داود وزاد فيه: ويقول الحرب خدعة وكانت توريته أنه إذا قصد جهة سأل عن طريق جهة أخرى إيهاما أنه يريدها، وإنما يفعل ذلك لأنه أتم فيما يريده من إصابة العدو وإتيانهم على غفلة من غير تأهبهم له. وفيه دليل على جواز مثل هذا، وقد قال (ص): الحرب خدعة.
13 - (وعن معقل بن النعمان بن مقرن) بضم الميم وفتح القاف وتشديد الراء فنون، ولم يذكر ابن الأثير معقل بن مقرن في الصحابة، إنما ذكر النعمان ابن مقرن وعزا هذا الحديث إليه، وكذلك البخاري وأبو داود والترمذي أخرجوه عن النعمان بن مقرن فينظر، فما أظن معقل إلا سبق قلم - والشارح وقع له أنه قال: هو معقل بن النعمان بن مقرن المزني ولا يخفى أن النعمان هو ابن مقرن فإذا كان له أخ فهو معقل بن مقرن لا أبا النعمان. قال ابن الأثير: إن النعمان هاجر ومعه سبعة إخوة له. يريد أنهم هاجروا كلهم معه فراجعت التقريب للمصنف فلم أجد فيه صحابيا يقال له معقل ابن النعمان ولا ابن مقرن بل فيه النعمان بن مقرن فتعين أن لفظ معقل في نسخ بلوغ المرام سبق قلم وهو ثابت فيما رأيناه من نسخة (قال: شهدت رسول الله (ص) إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر. رواه أحمد والثلاثة وصححه الحاكم وأصله في البخاري). فإنه أخرجه عن النعمان بن مقرن بلفظ: إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلاة. قالوا: والحكمة في التأخير إلى وقت الصلاة مظنة إجابة الدعاء، وأما هبوب الرياح فقد وقع به النصر في الأحزاب كما قال تعالى: * (فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) * (الأحزاب: 9) فكان توخي هبوبها مظنة للنصر، وقد علل بأن الرياح تهب غالبا بعد الزوال فيحصل بها تبريد حد السلاح للحرب والزيادة للنشاط. ولا يعارض هذا ما ورد من أنه (ص) كان يغير صباحا لان هذا في الإغارة وذلك عند المصادفة للقتل.
14 - (وعن الصعب بن جثامة) تقدم ضبطها في الحج (قال: سئل رسول الله (ص) ووقع في صحيح ابن حبان: السائل هو الصعب ولفظه: سألت رسول الله (ص) وساقه بمعناه (عن الدار من المشركين يبيتون) بصيغة المضارع