عمل الأصحاب:
وهذا المبدأ - وإن كنا نتحفظ في أهميته التي يؤكدها كثير من الفقهاء - يظل واحدا من المبادىء التي يعتمدها " العلامة " في ممارساته، بصفة أن عمل القدماء بالخبر الضعيف يكشف عن وجود قرائن على صحته، ما دامت البيئة التي يحياها القدماء تساعد على كشف مثل تلكم القرائن المحتفة به. والمهم، أن المؤلف يرتب أثرا على هذا المبدأ وإن كان في نماذج من ممارساته يخالف المبدأ المذكور، كما لحظنا.
وأيا كان، بمقدورنا أن نستشهد بنماذج من ممارساته في هذا الميدان. وهذا من نحو عمله بمرسلة ابن أبي عمير الواردة في تحديد الكر - وزنا، وبرواية أبي بصير - وفي طريقها راو واقفي - الواردة في تحديد الكر: مساحة، حيث عقب على الأولى بقوله: (عمل عليها الأصحاب)، وحيث عقب على الأخرى بقوله: (وهذه الرواية عمل عليها أكثر الأصحاب). ومن نحو تعقيبه على روايتي عمار وسماعة الواردتين في إراقة الإناءين المشتبه أحدهما بالنجاسة، قائلا: (وسماعة وعمار وإن كانا ضعيفين، إلا أن الأصحاب تلقت هذين الحديثين بالقبول). ومنها:
تصحيح الأصحاب: من الاستثناءات للعمل بالخبر الضعيف لدى المؤلف هو: العمل بما أجمع الأصحاب على تصحيح ما يرويه نفر خاص من الرواة، من أمثال مراسيل ابن أبي عمير وسواه، حيث عمل المؤلف بمراسيل هذا الأخير، من نحو ذهابه إلى عدم جواز بيع العجين النجس، مستدلا بمرسلة ابن أبي عمير القائلة بأنه: (يدفن ولا يباع). كما أنه قبل مراسيله بشكل عام، حينما علق مرسلة أخرى تتحدث عن العجين النجس، بأنه يطهر بالنار، قائلا:
(وإن كانت مراسيل ابن أبي عمير معمولة بها، إلا أنها معارضة ب " الأصل " فلا تكون مقبولة). ومنها: