المبارك - في حالة غيمومة الهلال - على الرواية القائلة بأن ينظر إلى اليوم الذي كان الصوم فيه من العام الماضي، وعد خمسة أيام منه، ثم الصوم في اليوم الخامس. هذه الرواية التي رفضها في هذا المورد بسبب ضعفها - كما صرح بذلك - قبلها المؤلف في مورد آخر هو: في حالة ما إذا غامت الأهلة جميعا، حيث علق قائلا:
(فالأقرب: الاعتبار برواية الخمسة.
لنا: أن العادة قاضية متواترة على نقصان بعض الشهور في السنة بعدد الخمس أو أزيد أو أنقص، فيحمل على الأغلب للرواية الدالة على الخمسة، فإنها معتبرة هاهنا، وإلا لزم إسقاطها بالكلية، إذ لا يعمل بها في غير هذه الصورة).
المؤلف ذكر روايتين عن الخمسة ورماهما بالإرسال والضعف حيث رفضهما في غيمومة الهلال. وفي مورد غيمومة الأهلة جميعا، كما أشرنا. والملاحظ هنا جهتان:
إما عدهما معتبرتين من حيث السند، أو من حيث الدلالة، فإذا سقطتا سندا فلا مسوغ للعمل بهما في بعض الموارد دون غيرها. وإذا لوحظت دلالتهما، فيمكن العمل بهما كما أشار المؤلف. بيد أن رفضهما في غيمومة رمضان المبارك - بسبب من الضعف والإرسال - لا يتناسب مع اعتبار هما في غيمومة (13) الشهور.
العمل بالضعيف مطلقا:
بالرغم من أن غالبية ممارسات المؤلف تقوم على رفض العمل بالرواية الضعيفة - كما لحظنا، عدا الموارد الاستثنائية المتقدمة، إلا أننا نجده حينا يعمل بالخبر الضعيف مطلقا، دون أن يعلل ذلك. والتعامل مع الخبر الضعيف أحيانا، ينطوي على تقدير صائب للموقف، دون أدنى شك، فما دام الراوي " المطعون فيه " لا يعني أنه " كاذب " في الحالات جميعها، وما دام خبره - من جانب آخر - قد يتوافق مع الاحتياط " مثلا، أو غير معارض بخبر آخر، مضافا إلى خضوع البعض منها لقاعدة ما يسمى ب " التسامح " في غير موارد الوجوب أو الحرمة،