فأصبحهم وجها وصاحب المسجد أولى بمسجده، وليكن من يلي الإمام منكم أولوا الأحلام والتقى، فإن نسي الإمام أو تعايا يقومه.
وأفضل الصفوف أولها وأفضل أولها ما قرب من الإمام، وأفضل صلاة الرجل في جماعة وصلاة واحدة في جماعة بخمس وعشرين صلاة من غير جماعة وترفع له في الجنة خمس وعشرون درجة، فإن صليت جماعة فخفف بهم الصلاة وإذا كنت وحدك فثقل فإنها العبادة، فإن خرجت منك ريح أو غير ذلك مما ينقض الوضوء أو ذكرت أنك على غير وضوء فسلم على أي حال كنت في صلاتك وقدم رجلا يصلى بالقوم بقية صلاتهم وتوضأ وأعد صلاتك، فإن كنت خلف الإمام فلا تقم في الصف الثاني إذا وجدت في الأول موضعا فإن رسول الله ص قال: أتموا صفوفكم فإني أراكم من خلفي كما أراكم من قدامي، ولا تخالفوا فيخالف الله قلوبكم، وإن وجدت ضيقا في الصف الأول، فلا بأس أن تتأخر إلى الصف الثاني وإن وجدت في الصف الأول خللا فلا بأس أن تمشي إليه فتتمه.
وإن دخلت المسجد ووجدت الصف الأول تاما فلا بأس أن تقف في الصف الثاني وحدك أو حيث شئت وأفضل ذلك قرب الإمام، فإن سبقت بركعة أو ركعتين فاقرأ في الركعتين الأولتين من صلاتك الحمد وسورة، فإن لم تلحق السورة أجزأك الحمد وحده وسبح في الأخريين وتقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا تصل خلف أحد إلا خلف رجلين: أحدهما من تثق به وتدينه بدينه وورعه وآخر من تتقي سيفه وسوطه وشره وبوائقه وشنعه فصل خلفه على سبيل التقية والمداراة، وأذن لنفسك وأقم واقرأ فيها لأنه غير مؤتمن به فإن فرغت قبله من القراءة أبق آية منها حتى تقرأ وقت ركوعه وإلا فسبح إلى أن يركع.
وإن كنت في صلاة نافلة وأقيمت الجماعة فاقطعها وصل الفريضة مع الإمام، وإن كنت في فريضتك وأقيمت الصلاة فلا تقطعها واجعلها نافلة وسلم في ركعتين ثم صل مع الإمام إلا أن يكون الإمام ممن لا يقتدى به فلا تقطع صلاتك ولا تجعلها نافلة ولكن اخط إلى الصف وصل معه، وإذا صليت أربع ركعات وقام الإمام إلى الرابعة فقم معه، تشهد من قيام وسلم من قيام.