ومنها ما وردت في تفسير آية النفر (1).
ومنها روايات كثيرة دالة على الإرجاع بفقهاء أصحابنا يظهر منها ان الأمر كان ارتكازيا للشيعة مثل ما عن الكشي بإسناده عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما احتجنا ان نسأل عن الشيء فمن نسأل؟ قال: عليك بالأسدي، يعنى أبا بصير (2) وعن علي بن المسيب قال: قلت للرضا عليه الصلاة والسلام: شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت فممن آخذ معالم ديني؟ قال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا، قال علي بن المسيب: فلما انصرفت قدمنا على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه (3).
فيعلم من أمثالهما ان ارتكازهم كان على الرجوع إلى العلماء وأرادوا ان يعرف الإمام شخصا ثقة مأمونا وان علي بن المسيب كان يسأل عما احتاج إليه من الأمور الفرعية وأجابه زكريا بما رزقه الله فهمه من الكتاب واخبار أهل البيت باجتهاده ونظره ومثلهما غيرهما، بل إنكار رجوع عوام الشيعة في البلاد النائية عن الأئمة عليهم السلام إلى علمائهم مجازفة محضة.
هذا لكن بقي الإشكال وهو ان هذا الاختلاف الكثير الذي نشاهد بين الفقهاء في الفتوى لا أظن وجوده في عصر الأئمة عليهم السلام ومعه لا يمكن إمضاء الرجوع في ذلك العصر ان يكشف منه الإمضاء في هذا العصر كما لا يخفى (نعم) لا يرد هذا الإشكال على الوجه الآتي.
واما الأمر الثاني أي عدم ردعهم عن هذا الارتكاز كاشف عن رضاهم بذلك فهو