الأخذ بالقدر المتيقن منها، مثل العلم بقيام الساعة وظهور القائم عجل الله فرجه الشريف وعوالم البرزخ والقيامة والجنة والنار. قال تعالى:
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. (1) قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون. (2) جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا. (3) بيان: المراد من الغيب في الآية الأخيرة هو عالم البرزخ. والشاهد على ذلك قوله تعالى بعيد هذا: ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا. (4) فإن البكرة والعشي إنما يكونان في الدنيا قبل القيامة وقبل انهدام الدنيا، وعند انهدامها يبطل السنون والآجال. و قال تعالى:
وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء. (5) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه. (6) بيان: هذه الآية الكريمة صريحة في أنه تعالى عالم بما مضى من عالم الدنيا من أول حدوثه إلى يومنا هذا وما يجري فيها من الحوادث متفردا ومتوحدا بالعلم بها.
ويدخل في ذلك جميع الحوادث الجارية في العالم، مثل خلق الملائكة والأرواح وعالم الذر وغيرها. وكذلك يعلم كل ما يجري في العالم من الآن إلى انقراض الدنيا