فإن قلت: إن ظاهر من بعض الروايات أن نفي المذكور في ذيل هذه الروايات لتفسير العلم لا لتقديسه وتنزيهه.
روى أيضا مسندا عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام... فقال أبو جعفر عليه السلام:
... فقولك: إن الله قدير، خبرت أنه لا يعجزه شئ، فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه. وكذلك قولك: عالم، إنما نفيت بالكلمة الجهل وجعلت الجهل سواه. (1) وروى أيضا مسندا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
وإنما نسمي الله بالعالم بغير علم حادث علم به الأشياء واستعان به على حفظ ما يستقبل من أمره والروية فيما يخلق من خلقه وبعينه ما مضى مما أفنى من خلقه مما لو لم يحضره ذلك العلم ويعنه، كان جاهلا ضعيفا. كما أنا رأينا علماء الخلق إنما سمو بالعلم لعلم حادث، إذ كانوا قبله جهلة وربما فارقهم العلم بالأشياء فصاروا إلى الجهل. وإنما سمي الله عالما لأنه لا يجهل شيئا. (2) قلت: فيه أولا: إن الروايات التي أوردناها في علمه تعالى صريحة في إثبات العلم، فلا يجوز تأويلها بهاتين الروايتين وإرجاعها إلى أن المراد من العلم نفي الجهل عن ذاته جل ثناؤه.
وثانيا: إن المراد في الروايات الأولى من تفسير القدرة بعدم العجز وتفسير العلم بعدم الجهل، هو نفي الكيفية عن العلم والقدرة. والرواية الثانية أيضا كذلك. حيث قال عليه السلام في وجه تسميته تعالى عالما: " إنه لا يجهل شيئا " لا أنه صلوات الله