أقول: هذا البيان مسوق لبيان أن العبادة لا يستحقها إلا الله سبحانه وأن أسماءه تعالى غيره ولا تستحق العبادة والتعظيم الذي حق للمسمى، وأن الاسم مخلوق له سبحانه، فمن عبد الاسم والمعنى، فقد جعل مع الله شريكا، وهو واضح، قوله عليه السلام: " ومن زعم أنه يعبد المعنى بالصفة لا بالإدراك فقد أحال على غائب ".
أقول: إن الذي يحق ويجب العبادة له على العباد، هو إله العالم وقيومه الذي يعرفه بفطرته. ومن اعتقد أنه لا يعرفه إلا بإيقاع الأوصاف والأسماء عليه، فقد أحال العبادة على غائب مجهول. لأنه تعالى في عين أنه غائب شاهد.
قوله عليه السلام: " ومن زعم أنه يضيف الموصوف إلى الصفة فقد صغر الكبير ".
أقول: المراد من الإضافة هو الانتساب والاتصاف، أي انتساب الموصوف واتصافه بالصفة. وهذا تصغير للكبير وتحديد لما هو غير محدود بحسب الواقع.
ضرورة أن الانتساب بعنوان التقييد بهذا النعت، تحديد للمعروف. فإن المراد بالصفة هي التوصيف. ويدل على ذلك استدلاله عليه السلام بقوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره.
وروى الصدوق عن سعد بن عبد الله مسندا عن الفضيل بن يسار قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
إن الله عز وجل لا يوصف. قال: وقال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام إن الله عز وجل لا يوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه وما قدروا الله حق قدره؟! فلا يوصف بقدرة إلا كان أعظم من ذلك. (1) قوله عليه السلام: " باب البحث ممكن وطلب المخرج موجود ".