بعد ذلك أنه قال: (والله لأقربن بكم صلاة رسول الله (ص) فكان أبو هريرة يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح، ويدعو للمؤمنين ويلعن الكفار). انتهى.
وقد عملت السلطة القرشية بعد النبي صلى الله عليه وآله لمعالجة هذه المشكلة لأن عددا من الملعونين وأبناءهم الطلقاء سكنوا المدينة بعد فتح مكة، وبثقلهم استطاع عمر أن ينتزع الخلافة من بني هاشم والأنصار! فقد ورد أن عدد الذين كان أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله منهم في جيش أسامة تسع مئة مقاتل! وهذا يعني أن عددهم كان ألوفا * * وقد عالج الخلفاء وأتباعهم مشكلة الملعونين بعدة معالجات:
منها، أنهم رووا أن النبي صلى الله عليه وآله اعترف بخطئه، ودعا الله تعالى أن يجعل لعنه لهم (صلاة وقربة، زكاة وأجرا، زكاة ورحمة، كفارة له يوم القيامة، صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة، مغفرة وعافية وكذا وكذا.. بركة ورحمة ومغفرة وصلاة فإنهم أهلي) على حد تعبير الروايات! فقد روى البخاري: 7 / 157 (عن أبي هريرة أنه سمع النبي (ص) يقول: اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة). وروى مسلم: 8 / 26 عن أبي هريرة أيضا (سمعت رسول الله (ص) يقول: اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة). وروى مسلم سبع روايات أخرى. وروت مصادرهم عشرات الروايات من نوعها!
ومنها، زعمهم أن الله تعالى أنزل عليه توبيخا لذلك بقوله تعالى: (ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (سورة آل عمران: 128) فإنك