ابن عباس قال: (جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس شيئا؟ ثم قال له عمر كم مالك؟ قال أربعون من الإبل. قال ابن عباس فقلت: صدق الله ورسوله: لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. فقال عمر ما هذا؟ فقلت هكذا أقرأنيها أبي! قال فمر بنا إليه، قال فجاء إلى أبي فقال: ما يقول هذا؟ قال أبي: هكذا أقرأنيها رسول الله (ص)! قال أفأثبتها؟ فأثبتها!).
ورواه مجمع الزوائد: 7 / 141، وقال: (قال: أفأثبتها في المصحف؟ قال: نعم! رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).
ثم رواها الهيثمي من قول عمر وليس ابن عباس ولا أبي ولا غيرهما! قال: (وعن ابن عباس قال جاء رجل إلى عمر فقال أكلتنا الضبع، قال: معسر؟ يعني السنة، قال فسأله عمر ممن أنت؟ قال فما زال ينسبه حتى عرفه، فإذا هو موسر، فقال عمر: لو أن لابن آدم واد وواديين لابتغى إليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب.
قلت: رواه ابن ماجة غير قول عمر ثم يتوب الله على من تاب، رواه أحمد ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في الأوسط).
ورواه في: 10 / 243، عن عائشة وقال: (رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال إنما جعلنا المال لتقضى به الصلاة وتؤتى به الزكاة، قالت: فكنا نرى أنه مما نسخ من القرآن!). (ورواه الدارمي: 2 / 318 عن أنس بصيغة التشكيك قريبا مما في أحمد: 3 / 272) ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة: 2 / 707، وفيه: (قال عمر: أفنكتبها؟ قال لا آمرك. قال: أفندعها؟ قال لا أنهاك! قال: كان إثباتك أولى من رسول الله (ص) أم قرآن منزل)! انتهى.
أي ليتك كنت تثبتت من النبي صلى الله عليه وآله هل هي قرآن أم لا؟
(ورواه السيوطي في الدر المنثور: 1 / 106 وفيه: ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب... قال ابن عباس فلا أدري أمن القرآن هو أم لا. وفي: 6 / 378 عن ابن عباس.. وسأله عمر: أفأثبتها في المصحف؟ قال: نعم. ثم عن ابن الضريس عن ابن عباس... فقال عمر أفأكتبها؟ قال: لا أنهاك. قال فكأن أبيا شك أقول من رسول الله (ص) أو قرآن منزل)!.
* * ويتعجب الباحث من هذه الغزارة في الروايات، كما يتعجب من سلوك عمر! فمرة يمحو هو الآية، ومرة يرد شهادة أبي، ومرة يحب أن يكتبها لكنه ينتظر إشارة من أبي أو ابن عباس فيسأله: أفأكتبها في المصحف؟
فهل الملاك في كون نص من القرآن هو رأي عمر أو أبي، أو رأي ابن