هذا، وقد روى في الإحتجاج: 1 / 153: كلاما طويلا لأبي بن كعب رحمه الله اعتراضا على أبي بكر في مسجد النبي صلى الله عليه وآله في أول جمعة من شهر رمضان تلك السنة: (عن محمد ويحيى ابني عبد الله بن الحسن، عن أبيهما، عن جدهما، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما خطب أبو بكر قام إليه أبي بن كعب وكان يوم الجمعة أول يوم من شهر رمضان وقال: يا معشر المهاجرين الذين اتبعوا مرضات الله، وأثنى الله عليهم في القرآن، ويا معشر الأنصار الذين تبوؤا الدار والإيمان وأثنى الله عليهم في القرآن:
تناسيتم أم نسيتم، أم بدلتم، أم غيرتم، أم خذلتم، أم عجزتم؟
ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام فينا مقاما أقام فينا عليا فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا، ومن كنت نبيه فهذا أميره؟
ألستم تعلمون أن رسول الله قال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى طاعتك واجبة على من بعدي كطاعتي في حياتي غير أنه لا نبي بعدي؟ ألستم تعلمون أن رسول الله قال: أوصيكم بأهل بيتي خيرا فقدموهم ولا تقدموهم، وأمروهم ولا تأمروا عليهم؟
أو لستم تعلمون أن رسول الله قال: أهل بيتي منار الهدى والدالون على الله أو لستم تعلمون أن رسول الله قال لعلي: أنت الهادي لمن ضل؟
أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي المحيي لسنتي، ومعلم أمتي، والقائم بحجتي، وخير من أخلف من بعدي، وسيد أهل بيتي وأحب الناس ألي، طاعته كطاعتي على أمتي؟... الخ.
فقامت إليه رجال من الأنصار فقالوا: أقعد رحمك الله يا أبي، فقد أديت ما سمعت الذي معك، ووفيت بعهدك). انتهى.
* *