الإسرائيليات التي تصف الله تعالى بأنه يجلس على العرش والأنبياء عليهم السلام حوله فقالوا إن المقام المحمود أن الله تعالى يقعده على العرش إلى جنبه!
وقد وجدوا ما يتشبثون به من أقوال كعب الأحبار وتلاميذه، وما رواه عنه عمر من أن العرش يبقى منه أربعة أصابع تتسع لجلوس نبينا صلى الله عليه وآله!!
قال عالمهم ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 305: (695 - حدثنا أبو بكر، ثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا. قال يقعده معه على العرش). انتهى.
وزاد عليه الخلال الحنبلي في كتابه السنة: 1 / 215 فحكم بكفر كل من أنكر إقعاد الله تعالى لنبيه على العرش إلى جنبه لأنه بزعمهم ينكر فضيلة للنبي صلى الله عليه وآله فهو زنديق يجب قتله!!
ونتج عن ذلك فتن كثيرة في بغداد وغيرها، وصف ابن الأثير إحداها في تاريخه: 5 / 121 بقوله: (في سنة 317 ه وقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروزي الحنبلي وبين غيرهم من العامة ودخل كثير من الجند فيها، وسبب ذلك أن أصحاب المروزي قالوا في تفسير قوله تعالى: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، هو أن الله سبحانه يقعد النبي (ص) معه على العرش! وقالت طائفة إنما هو الشفاعة، فوقعت الفتنة فقتل بينهم قتلى كثيرة).
وذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام: 23 / 384، وأنها كانت بسبب تفسير آية المقام المحمود، حيث قالت الحنابلة إنها تعني أن الله يقعده على عرشه كما قال مجاهد. وقال غيرهم: بل هي الشفاعة العظمى). انتهى.
* * وجاء ابن تيمية في القرن الثامن فأحيا تجسيم الحنابلة، وتبنى مقولة قعود النبي على العرش مع الله تعالى! (منهاج السنة: 1 / 264)!!