والخلاف، ككتاب، وشده، أي مع فتحه لحن من العوام، كما في العباب: صنف من الصفصاف وليس به (1)، وهو بأرض العرب كثير، ويسمى السوجر، وأصنافه كثيرة، وكلها خوار ضعيف، ولذا قال الأسود:
كأنك صقب من خلاف يرى له * رواء وتأتيه الخؤورة من عل الصقب: عمود من عمد البيت، والواحدة: خلافة.
وزعموا أنه سمي خلافا، لأن السيل يجيء به سبيا، فينبت من خلاف أصله، قاله أبو حنيفة، وهذا ليس بقوي، قال الجوهري: وموضعه مخلفة.
قال: وأما قول الراجز:
* يحمل في سحق من الخفاف * * تواديا سوين من خلاف * فإنما يريد من شجر مختلف، وليس يعني الشجرة التي يقال لها: الخلاف؛ لأن ذلك لا يكاد أن يكون في البادية.
ورجل خليفة، كبطيخة: مخالف ذو خلفة، قاله ابن عباد.
ورجل خلفنة، كربحلة، كما في المحيط، وخلفناة، كما في اللسان، عن اللحياني، ونونهما زائدة، وهما للمذكر والمؤنث والجمع، يقال: هذا رجل خلفناة وخلفنة، وامرأة خلفناة وخلفنة، والقوم خلفناة وخلفنة قاله اللحياني، ونقل عن بعضهم في الجمع: خلفنات (2) في الذكور والإناث: أي مخالف، كثير الخلاف، وفي خلقه خلفنة، كدرفسة، وهذه عن الجوهري، وخلفناة أيضا، كما في المحكم، ونونهما زائدة أيضا، كذا خالف، وخالفة، وخلفة، وخلفة، بالكسر والضم: أي خلاف، وقد تقدم عن ابن بزرج أن الخلفة في العبد، بالضم، هو الحمق والعته، وعن غيره: الفساد، وبين خلفة وخلقة جناس تصحيف.
المخلفة، كمرحلة: الطريق، في سهل كان أو جبل، ومنه قول أبي ذؤيب:
تؤمل أن تلاقي أم وهب * بمخلفة إذا اجتمعت ثقيف (3) مخلفة بني فلان: المنزل.
ومخلفة منى: حيث ينزل الناس، ومنه قول الهذلي:
وإنا نحن أقدم منك عزا * إذا بنيت بمخلفة البيوت (4) قلت: وهو قول عمرو بن هميل الهذلي، ولم يذكر شعره في الديوان.
المخلف، كمقعد: طرق الناس بمنى حيث يمرون، وهي ثلاث طرق، ويقال: اطلبه بالمخلفة الوسطى من منى.
ورجل خلفف، كقنفذ، وضبط في اللسان مثل جندب. أحمق، وهي خلفف وخلففة، بهاء، وبغير هاء: أي حمقاء.
وأم الخلفف، كقنفذ، وجندب وعلى الضبط الأول اقتصر الصاغاني: الداهية، أو العظمى منها. وأخلفه الوعد: قال ولم يفعله، قال الله تعالى: (إنك لا تخلف الميعاد) (5)، ونص الصحاح: أن يقول شيئا ولا يفعله على الاستقبال.
قال: وأخلف فلانا أيضا: إذا وجد موعده خلفا، وأنشد للأعشى:
أثوى وقصر ليلة ليزودا * فمضت وأخلف من قتيلة موعدا ويروى: " فمضى " (6).