وما يعالجه من الزرع، نقله الصاغاني.
قال الليث: الخنف، محركة: انهضام أحد جانبي الصدر أو الظهر، يقال: صدر أخنف، وظهر أخنف.
ويقال: وقع في خنفة، بالفتح، ويكسر، هكذا في سائر النسخ، والذي في الجمهرة لابن دريد: ووقع في خنفة، وخنعة، أي بالفاء والعين: أي: ما يستحيا منه، فظن المصنف أنه بالفتح والكسر، وهو محل تأمل.
* ومما يستدرك عليه:
الخنوف في الدابة، كالخناف، وقيل: الخناف: داء يأخذ الخيل في العضد، وناقة مخناف: خنوف، لينة اليدين في السير.
والخنف: الحلب بأربع أصابع، ويستعين معها بالإبهام، ومنه حديث عبد الملك، أنه قال لحالب ناقة " كيف تحلب (1) هذه الناقة، أخنفا، أم مصرا، أم فطرا؟ " ورأيت في هامش الصحاح، عن أبي بكر: جمل خنف العنق، كزمكى: شديده، وقد تقدم مثله في " ج ن ف " (2) فلينظر.
[خوف]: خاف الرجل، يخاف، خوفا، وخيفا هكذا هو مضبوط بالفتح، وهو أيضا مقتضى سياقه، والصحيح أنه بالكسر، وهو قول اللحياني، وهكذا ضبطه بالكسر، وفيه كلام يأتي قريبا، ومخافة، وأصله: مخوفة، ومنه قول الشاعر:
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي * على وعل في ذي المطارة عاقل (3) وخيفة، بالكسر، وهذه عن اللحياني، ومنه قوله تعالى: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) (4)، وقال غيره: الخيف، والخيفة، اسمان، لا مصدران، وأصلها خوفة، صارت الواو ياء، لانكسار ما قبلها، وجمعها خيف، هكذا هو مضبوط في سائر النسخ، بكسر ففتح، والصواب بالكسر، ومنه قول صخر الغي الهذلي:
فلا تقعدن على زخة * وتضمر في القلب وجدا وخيفا (5) هكذا أنشده اللحياني، وجعله جمع خيفة، قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا؛ لأن المصادر لا تجمع إلا قليلا، قال: وعسى أن يكون هذا من المصادر التي قد جمعت، فيصح قول اللحياني.
قال الليث: خاف، يخاف، خوفا، وإنما صارت الواو ألفا في يخاف؛ لأنه على بناء عمل يعمل، فاستثقلوا الواو، فألقوها، وفيها ثلاثة أشياء، الحذف، والصرف، والصوت وربما ألقوا الحرف بصرفها، وأبقوا منها الصوت، [وقالوا: يخاف، وكان حده يخوف، بالواو منصوبة، فألقوا الواو واعتمد الصوت على صرف الواو، وقالوا: خاف، وكان حده خوف، بالواو مكسورة، فألقوا الواو بصرفها، وأبقوا الصوت، واعتمد الصوت]. على (6) فتحة الخاء، فصار معها ألفا لينة.
وأما قول الشاعر:
أتهجر بيتا بالحجاز تلفعت * به الخوف والأعداء أم أنت زائره؟
وإنما أراد بالخوف المخافة، فأنث لذلك.
أي: فزع فهو خائف، والأمر منه خف، بفتح الخاء، وهم خوف وخيف، كسكر، وقنب، والذي في الصحاح: خوف، وخيف، مثل قنب، ذكره صاحب اللسان، قال الصاغاني: ومن خيف، كسكر، قراءة ابن مسعود رضي الله عنه " أن يدخلوها إلا خيفا " (7)، قال الكسائي: ما كان من بنات الواو من ذوات الثلاثة فإنه يجمع على فعل، وفيه