قلت: وقول المصنف في الكل يشعر بأن زلوغ الشمس والنار أيضا بإهمال العين فيحتاج أن يذكرا في تركيب ز ل ع وقد أهملهما هناك، كما نبهنا عليه، وأما الصاغاني فأوردهما عن ابن عباد وسلم، ولم يقل: إنه تصحيف، فالأولى حذف لفظة في الكل فإنه لو كان إهمال العين فيهما صوابا لذكرهما الأئمة في تركيب ز ل ع ولم يتعرض لهما أحد منهم، فعلمنا أنهما بالغين معجمة، فتأمل.
وازدلغ الجلد: إذا أصابته النار فاحترق نقله العزيزي في تكملة العين.
* ومما يستدرك عليه:
زلغه بالعصا: ضربه، عن ابن الأعرابي، كذا في اللسان.
[زوغ]: زاغ يزوغ زوغا وزيغا: مال عن القصد، عن ابن دريد.
وزاغ عن الطريق زوغا: وزيغا: عدل، والياء أفصح وأنشد ابن جني في الواو:
صحا قلبي وأقصر واعظايه * وعلق وصل أزوغ من عظايه جعل الزيغان للعظاية.
وزاغ قلبه يزوغه: أمال جاء متعديا أيضا وقرأ نافع في الشواذ: (ربنا لا تزغ قلوبنا) (1) بفتح التاء وضم الزاي.
وقال ابن عباد: زاغ الناقة يزوغها زوغا: جذبها بالزمام وأنشد قول ذي الرمة:
* ولام من زاغها بالخزائم (2) * قال: والعين أعرف، قال الصاغاني أما اللغة فبالعين المهملة لا غير، وأما ما ذكر لذي الرمة فلم أجده في ميميته التي أولها:
خليلي عوجا الناعجات فسلما * على طلل بين النقى والأخارم قلت: والبيت المذكور لذي الرمة تقدم إنشاده على الكمال في ز و ع فراجعه.
وقال اليزيدي: زاغ في كل ما جرى في المنطق يزوغ زوغانا محركة، أي: جار.
* ومما يستدرك عليه:
أزاغه في المنطق إزاغة، وأنا أزيغه، وزاوغته مزاوغة وزواغا، وزغت به.
ثم هذا الحرف مكتوب عندنا بالأسود، وهكذا في غالب النسخ، وقال الصاغاني في التكملة: زوغ أهمله الجوهري ونقل قول اليزيدي الذي أوردناه، فتأمل.
[زيغ]: زاغ يزيغ زيغا: وزيغانا، الأخيرة محركة، وزيغوغة كشيخوخة: مال فهو زائغ، والواو لغة.
ومن المجاز زاغ البصر زيغا، أي: كل، ومنه قوله تعالى: (ما زاغ البصر وما طغى) (3)، وقيل: زاغت الأبصار، أي: مالت عن مكانها، كما يعرض للإنسان عند الخوف.
ومن المجاز أيضا: زاغت الشمس زيغا وزيوغا، فهي زائغة: مالت، ففاء الفيء.
والزيغ: الشك، والجور عن الحق، ومنه قوله تعالى: (في قلوبهم زيغ) (4)، وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أخاف إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ، أي: أجور وأعدل عن الحق، وقال الراغب: الزيغ الميل عن الاستقامة إلى أحد الجانبين وزال، ومال، وزاغ متقاربة، لكن زاغ لا يقال إلا فيما كان عن حق إلى باطل.
وقوم زاغة عن الشيء، أي: زائغون، كالباعة للبائعين.
والزاغ: غراب صغير إلى البياض، لا يأكل الجيف، وقد رخص في أكله. قلت: وهو المسمى الآن بمصر بالغراب النوحي ج: زيغان، كطيقان وطاق، وقال الأزهري: لا أدري أعربي أم معرب؟