قال: أنت محمد؟
قال: نعم.
قال: مالي إن أسلمت؟
قال: لك ما للمسلمين، وعليك ما على المسلمين.
قال: تجعل لي الامر بعدك؟
قال: ليس ذلك لك، ولا لقومك، ولكن ذاك إلى الله، يجعله حيث يشاء.
قال: فتجعلني على الوبر - يعني الإبل - وأنت على المدر؟
قال: لا.
قال: فماذا تجعل لي؟
قال: أجعل لك أعنة الخيل، تغزو عليها، إذ ليس ذلك لي اليوم، قم معي، فأكلمك.
فقام معه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأوصى لزيد بن قيس: ان اضربه.
قال: فدار زيد بن قيس خلف النبي (صلى الله عليه وآله)، فذهب ليخترط السيف فاخترط منه شبرا، أو ذراعا، فحبسه الله تعالى، فلم يقدر على سله.
فجعل يومئ عامر إليه، فلا يستطيع سله.
فقال رسول الله، اللهم هذا عامر بن الطفيل أعر (كذا) الدين عن عامر - ثلاثا - ثم التفت فرأى زيدا، وما يصنع بسيفه، فقال: اللهم اكفينهما.