لقد طارت شعاعا كل وجه * * خفارة ما أجار أبو براء فمثل مسهب وبني أبيه * * بجنب الردة من كنفي سواء (1) بني أم البنين أما سمعتم * * دعاء المستغيب مع المساء!
وتنويه الصريخ بلى ولكن * * عرفتم أنه صدق اللقاء فما صفرت عياب بني كلاب * * ولا القرطاء من ذم الوفاء أعامر عامر السوءات قدما * * فلا بالفعل فزت والا السناء أأخفرت النبي وكنت قدما * * إلى السوءات تجري بالعراء!
فلست كجار جار أبي داود * * ولا الأسدي جار أبي العلاء ولكن عاركم داء قديم * * وداء الغدر فاعلم شر داء فلما بلغ ربيعة بن عامر أبي البراء قول حسان وقول كعب، حمل على عامر بن الطفيل فطعنه، فشطب الرمح عن مقتله، فخر عن فرسه.
فقال: هذا عمل أبي براء! إن مت فدمي لعمي ولا يتبعن به، وإن أعش فسأرى رأيي فيما أتى إلى (2).
حدثني محمد بن مرزوق، حدثنا عمرو بن يونس، عن عكرمة، قال: حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، قال: حدثني أنس بن مالك في أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين أرسلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أهل بئر معونة، قال: لا أدري، أربعين أو سبعين وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل الجعفري، فخرج أولئك النفر من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين بعثوا، حتى أتوا غارا مشرفا على الماء قعدوا فيه. ثم قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل هذا الماء؟ فقال - أراه ابن ملحان الأنصاري -: أنا أبلغ رسالة رسول الله (ص).